غُربةُ فَرح


العنود ناصر السرحان
غربةُ فرح
عاشَ بِها قلبٌ سعيد ، حَمَلَ فِي جُعبَتهِ ضحكات عيد، و راح يُعانقُ سُويعاتِ السعدِ ساعةً تلو أخرى ، وبينَ حناياهُ أهازيج يتراقصُ عليها نبضهُ ، و على ملامحهِ إبتسامة و نظرات تعلَّقتْ بالمدى البعيد ؛ تبحثُ عنْ أحبَّةٍ غابوا ،كانوا يتشاركونَ معها هذهِ الأوقات.و برغمِ الفرحِ الذي ضجَّ بداخلهِ؛
إلَّا أنَّ غصَّةً تتردَّدُ حينما يكونُ وحيداً ، وكأنَّ بعضَ الأفراحِ معجونةٌ بأرواحٍ خاصة لا تكتمل إلا بها !
و كأنَّ المسرَّاتِ حينَ تضيءُ في القلبِ تُبقي زوايا الغائبينَ غارقةً في العتيم. لم يكنْ الحزن هو الشعور الوحيد الذي يحتاجُ مَنْ يحتويه ، فالفرح أيضاً يحتاجُ أجنحةَ الأحبَّةِ ليرفرفَ بها عالياً. انْتَبهَ ذلكَ القلب ..!!
فقد كانتْ تلكَ اللحظة عابرة وَمَضَ بها حنينٌ قديم،
فَخطرتْ على قلبٍ غلبتْ عليهِ أفراحه وأختطفَ منها غربةَ فرح ، ليعاودَ التوشّحُ بأثوابِ البهجة
ويتقاسمَ مع رفقتهِ قهقهاتِ القلوب وحلوى الفرح ..