لم أعد أمطر بغزارة


وجنات صالح ولي .
لم أعد أمطر بغزارةً بمشاعري وعواطفي في أي مكان لايشبهني، وتوقفت عن البحث عن من لا يهمه أن يراعي مشاعري وتوقفت في أن أكون أنا من يواسي ويطبطب ويداوي قلوب الخائبين المنكسرين. وأن التمس الرفق مع الجميع سواء كانو يمرون بكسرة قلب مؤلمة أو حزن شديد، لأعرف كيف أصبحت هكذا وكيف وصلت إلى هنا لهذه المرحلة التي لاتشبهني كا السابق ؟
كل ماأعرفه أنني بدأت أعاملهم بالمثل دون زيادةً أو نقصان وأن أكيل لهم بنفس المكيال دون تردد.
وحين رأيت أن مشاعري لم تكن من أولى الأهتمامات وفي مقدمة التعامل وأنهم لم يكترثون لذلك ممارسين أسلوب التجاهل بقصد أو بدون قصد وأن مشاعري أُستهان بها ، لقد لاحظ الجميع أنني لم أعد أهطل عليهم بمشاعري إتجاههم وتعمدت الجفاف العاطفي معهم دون تأنيب ضمير مني أو أن يحرك داخلي سأكنًا .
وكيف لايحدث ذلك أن كان قوله تعالي “وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ” لاتعتقد بأن أهدار الفرص ومنح العواطف بالمجان لمن لايقدر ذلك قد يكون سبب في عمارك ومحبتك لا بل على العكس سينخفض مستوى إستحقاقك لنفسك أن أستمريت على ذلك ،وهذا لايمنع بأن تكون لطيف محبوب وأن تمد يد المساعدة دون أغراق الأخر ذلك الشخص الذي قد يبخل في قول كلمة واحدةً لك يعبر فيها عن شكرك وإمتنانك. قد يكون التوقف في بعض الأحيان حل مشكلة بالنسبة لك وكما أن العدد واحد مع الصفر يبقى ١ قيمته الحقيقية لنفسه نحن كذلك من نحدد قيمتنا لنفسنا وأن كثرة العطاء ببذخ مفرط والتنازلأت لن تثمر مع الطرف الآخر لذلك عليك بإعادة جدولة حساباتك وأن تعامل كما تتعامل معهم،وحقيقة الأمر أنني لم أعد أمطر بمشاعري للآخرين حتى اغرقهم وسنتوقف عن ماكنا نحب فعله ولكن لم نجد فائدةً من ذلك.