المطلقة ليست عيبًا… بل بداية جديدة


حليمة بنت حمد اليعقوبية _ سلطنة عمان
عندما تخطئ المرأة في اختيار شريك حياتها في بداية الزواج، وتحاول لاحقًا تصحيح هذا الخطأ، تُفاجأ بمجتمع لا يغفر، وكأنها وحدها من تتحمل المسؤولية.
رغم أنها قد تكون معلمة، طبيبة، أو مهندسة… رغم نجاحها واستقامتها، إلا أن المجتمع ينظر إليها من زاوية ضيقة، تختزلها بلقب “مطلقة”.
هذا اللقب يُغلق في وجهها أبواب الفرص، ويُشوه قيمتها في نظر من لا يفهم أن الطلاق ليس فشلًا، بل أحيانًا هو النجاة.
يرفض البعض الارتباط بها، لا لشيء إلا لأنها مطلقة.
ويُثني الأهل أبناءهم عن الزواج منها خوفًا من كلام الناس، فيغيب العقل وتُظلم المشاعر.
تمر السنوات، وتتكدس الصعوبات من حولها… لا لأنها مقصّرة، بل لأنها *اختارت أن تخلع عن نفسها علاقة مؤذية، وتبدأ من جديد*.
مع أن الإسلام لم يجرّم الطلاق، بل جعله حلاً:
*”إمساكٌ بمعروف أو تسريحٌ بإحسان”*
فأين نحن من هذا الإحسان؟
المطلقة ليست وصمة، بل امرأة نضجت، وتعلّمت، وقد تكون أصدق وأقوى من أي وقت مضى.
امنحوها فرصة، لا شفقة. بل كرامة… فهي لم تنهزم، بل اختارت نفسها.