Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
مقالات

زهران الحكواتي وما يطلبه المستمعون

محمد بن منيع ابو زيد

محمد بن منيع ابو زيد

في أحد المكاتب، حيث يُعتبر الصمت جريمة، اجتمع سبعة رجال في أحد القطاعات. هذولا الرجال، المعروفين بـ “فرقة الدردشة النسائية”، كانوا يتمتعون بموهبة استثنائية في إطلاق الإشاعات بطريقة تصل إلى حد الجنون. ومع أنهم مجموعة من محدودي الفكر لنشأتهم التربوية ، إلا أن جمهورهم لايقل محدودية فكرية عنهم وكان يسمعهم ويعزز لهم كأنهم خبراء في عالم الإشاعة!

أبو الشائعات

كان مثل المغني اللي يتقن فن الارتجال. في أحد الاجتماعات، أطلق إشاعة تقول إن زميلهم “خالد” قرر يفتح مصنع لصنع الأجنحة، لأن الطيور تحتاج إلى وظيفة بعد! وعندما سُئل عن السبب، رد بجدية: “سمعت أن الأجنحة تساعدهم على الطيران في عالم الأعمال!”. والغريب أن الجمهور كان يصفق وكأنهم في عرض مسرحي، مما يطرح تساؤلاً: هل يعاني هؤلاء من قلة الوعي، أم أنهم يجدون المتعة في الجنون؟

عم أسطوانة الكلام

كان يحب يروي القصص وكأنها روايات خيالية. في إحدى الجلسات، ادعى أن “علي” حصل على جائزة أفضل زارع للطماطم في العالم، لأن طماطيمه كانت تتحدث عن أحلامها! وعندما سُئل عن مصدر هالمعلومة، أجاب: “رأيت ذلك في برنامج وثائقي على قناة الفضاء!”. لكن هنا يأتي السؤال: كيف يمكن لعقولهم أن تصدق مثل هذه التفاهات؟ هل هم فقط يبحثون عن أي شيء ليملأ فراغهم؟

 

أبو العجائب

، الذي لا يفوت فرصة لتحويل أي خبر إلى قصة مضحكة، ادعى في إحدى الاجتماعات أن “سامر” اكتشف طريقة لتحويل البصل إلى عطر. وعندما سُئل عن كيفية ذلك، رد قائلاً: “لأن رائحته أعجبت القطة الجارة!”. أما الأعراض، فقد قال البعض إن رائحة البصل قد تسبب جنونًا للقطط! لكن الأهم هنا هو أن المستمعين كانوا يضحكون وكأنهم في نكتة، متجاهلين أن هذا النوع من التفكير لا يقود إلا إلى المزيد من الجهل.

زين الدردشة

كان يتباهى بقدرته على جمع الأخبار كأنها طوابع بريدية. في أحد اللقاءات، زعم أن “محمود” قرر يبني حديقة حيوانات خاصة به، تضم حيوانات من الخيال مثل وحيد القرن الذي له ألوان متعددة. وعندما سُئل عن كيفية الحصول على هذه الحيوانات، أجاب: “طلبتها من عمه في الواقع الافتراضي!”. وهنا نتساءل: هل يستحق هؤلاء الرجال هذا الجمهور الذي يصدق كل كلمة يتفوهون بها؟

كاتب الإشاعات

كان يكتب كل ما يسمعه كما لو كان كاتب سيناريو. في إحدى الجلسات، ادعى أن “فارس” حصل على منحة لدراسة كيفية تعليم السمك العوم. وعندما استفسر أحدهم عن كيفية ذلك، أجاب: “لأن السمك يحتاج إلى تعليم خاص!”. وهنا نعود للسؤال: إلى متى ستستمر هذه الدائرة المفرغة من الجهل والسخافة؟

 

زهران الحكواتي

، الذي كان يحب أن يروي القصص وكأنها أساطير قديمة، قرر في أحد الأيام أن يسرق الأضواء بإشاعة غريبة. قال إن “البط” قرروا عقد مؤتمر عالمي لمناقشة كيفية الحصول على أفضل ريش. وعندما سُئل عن تفاصيل هذا المؤتمر، أجاب: “لأنهم يريدون أن يصبحوا نجوماً في عالم الموضة!”. وأكمل قائلاً: “لقد سمعت أن البط يخططون لتقديم عرض أزياء خاص بألوان الريش الجديدة!”. كان الجميع ينفجر في الضحك، لكن لم يدركوا أن مثل هذه السخافات قد تؤدي إلى المزيد من الجهل واللاوعي.

معتز اللطيف

كان يُعرف بـ “خبير التوقعات”، الذي كان لديه موهبة خاصة في التنبؤ بالأحداث المستقبلية. في إحدى الجلسات، ادعى أنه يعرف متى ستبدأ الطيور في الغناء، وأنه يستطيع توقع تغييرات الطقس بناءً على صوت زقزوقة العصافير. وعندما سُئل عن كيفية ذلك، أجاب: “لقد درست لغة الطيور!”. كان الجميع ينظرون إليه باندهاش، لكنهم في سرّهم كانوا يتساءلون: هل يمكن أن يكون هناك حد لهذا الجنون؟

في النهاية، رغم أن هؤلاء الرجال كانوا يصنعون الدراما من لا شيء، إلا أنهم أدركوا أن الإشاعات قد تصل إلى حد الجنون. ومع ذلك، لا يزال الناس يتذكرون قصصهم ويضحكون على ما حدث.

هذه دعوة للابتعاد عن هؤلاء الأشخاص الذين يروجون للجهل والسخافة. الجلوس مع هؤلاء يشبه الانغماس في بحر من التفاهة، فلا تتركوا عقولكم تغرق في أمواجها. ابحثوا عن المعرفة، وتجنبوا الانسياق وراء القيل والقال، لأن الحياة أغلى من أن تُهدر في أحاديث فارغة!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى