الأدب والشعر

حروف تلون حياتك

شيخة الدريبي

شيخة الدريبي

كثير من الناس يظنون أن كل ما تكتبه يعبر عنك وعن حياتك الخاصة بالرغم من هذا سنبقى نكتب ليس لأن لدينا وقت فراغ كبير ولكن نجد في الكتابة متعة لا تضاهى وفسحة للروح لا يحُدُّها شيء فلست ممن يفضلن الجلسات النسائية وكلام القيل والقال ولغو الحديث فنجد في الكتابة متنفساً بعيداً عن نفاق البشر فيه الصديق الوفي الذي لا يتركنا حتى لج بحر الحروف ونتنقل من زورق إلى زورق ومن عمق إلى أعمق ونتذوق بهاء الحروف وهي تخرج من صميم القلب أدمناها كمن يدمن فنجان قهوته ولا يجد للصباح رونقاً إلا إذا احتساه أستغل الوقت وأقتطعه من صخب الأيام وسرعتها وتستوقفنا الأحداث تارة وتؤثر بنا المواقف تارةً ويأخذنا الحنين لزمان ولّى تارة أخرى نكتب لنغير نظرةً أوننقل واقعاً ونوصل فكرة نكتب لنبعث أملاً في قلبٍ يائس ونربت على كتف وجعهِ فأصدق الكلام ما ينبع عن الإحساس والألم ألأعمق ويؤثر فينا أكثر نرى أكثر الناس وجعاً أو إحساساً بآلام من غيرهم وأكثر إبداعاً وشغفاً بالكتابة ..

 

اكتب.. اكتب.. اكتب حتى تلهيك الكتابة فنحن نكتب لنقهر اليأس ونجدد طاقة الأمل نكتب لتبقى نوافذ أحلامنا مشرعة تشرق عليها الشمس كل صباح فتعكس أشعتها على أرواحنا بصفاء وتجتثُّ من صدورنا الكدر والضيق نحتاج للكتابة كما تحتاج بيوتنا لأعمال التنظيف اليومية فكلما حاول العالم أن يتجاهل أوجاعك اعلم أن آثار الجريمة ستكون أكثر وضوحاً وأن من يملك قلماً يصبح هو سيد الساحة وكلما اتسع الجرح كلما كان القلم يرتق الجراح وتمادى في النزف فنحن نحترم الخوف أكثر من احترامنا لأنفسنا تعلمنا أن الصمت ينجينا ولكن الأمر ليس كذلك فالكتابة قد تبدأ من تعبير عن ألم أو ظلم أو حب أو تأثر بموقف أو حالة إنسانية وتنتهي بإدمان على الحروف ..

 

إذ يرى الكاتب في كل مرة معنى جديداً في كل حرف يرى فيها ملاذه في كل ضيق ولا يجد دواءً أنفع من سحر الكلمات عندما تنساب نبعاً يعزف ترانيم السلام والسكينة في فؤاده ويجعل قلبه دائم الخضرة مهما حل به لا يهزمه شيء ولا يُسلمه إلى اكتئاب فلا تكتب لمجرد الكتابه لا تكتب إلا إذا شعرت أن موجة إحساس عارمٍه تجتاح كيانك وتدفعك للكتابة بكل جوارحك احذر أن تلجأ لحشو كلمات عقيمة الإحساس لمليء سطورك فالكتابة تعطيك وتغدق عليك بقدر ما تأخذ منك إنها الإدمان الذي يزيدك صحةً فإن كانت الكتابة إدمانك ماذا يهزمك ..

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى