الأدب والشعر

جنية الكهف..الفصل الثالث والأخير 

سمير الشحيمى

سمير الشحيمى

أيها العامل لا تنسى أن تطعم الخراف بعد أن تنتهي من تنظيف مرابض الإبل *

قالها صديقنا الراعي وهو الآن تاجر مواش له اسمه بين تجار المواشي والإبل

وأما الإسكافي يملك محالّ لبيع الأقمشة والأحذية وازدهرت تجارته وزاد ربحه

أما الحمالي أصبح من تجار الذهب والمجوهرات ويملك عدة محالّ

5 سنوات مضت بعد أن عاد أصدقائنا الثلاثة وبعد حادثة الكهف والجنية ما زال الراعي والحمالي والإسكافي أصدقاء ويلتقون كل أسبوع مرة واحدة في أحد مجالسهم ويستضيفون كبار تجار بلدتهم ويتسامرون فيما بينهم..اتكئ الحمالي وتناول بعض من العنب وهو يقول: سأذهب غدا إلى الشرق لأحضر بضاعة جديدة من المجوهرات

الراعي: أنت الآن من كبار تجار الذهب والمجوهرات

الحمالي ضاحكا: نعم نعم فأبي ترك لي هذه الثروة التي تركها له أبوه وهو يكون جدي

الراعي وهو يقترب من الحمالي هامسا: ورثتها من أبيك وجدك ها؟

الحمالي بصوت هامس: نعم أيها الراعي لا أحد يعلم لا أحد ..فضحك الراعي والحمالي بصوت عال

الإسكافي يشرب الشاي ويبتسم قائلا: ما أخبثكما، تعلمان أن هذا كله من جنية الكهف ولم نخبر أحدا طوال هذه المدة

الراعي: ولن يعلم أحد، هذا ما اتفقنا عليه في اليوم الذي عدنا فيه إلى بلدتنا

الحمالي: نعم هذا ما اتفقنا عليه، ثم نظرا إلى قدميه وقال للإسكافي أريد حذاء جديدا لقدمي

الإسكافي: إن قدمك لا يسعها حذاء تحتاج أن يصنع لك غطاء كامل لقدميك من قماش

فضحك الجميع

وفي اليوم التالي استعدت قافلة الحمالي بالخروج من البلدة بتجاه الشرق وبعد عناء سفر طويل طول النهار صادفوا خيمه عتيقة وبجانب الخيمة رجل كبير بالسن توقفت القافلة وقال له الحمالي: أيها الكهل ما الذي تفعله هنا؟

الكهل: أنا أسكن هنا

الحمالي: هل لك أن تدلنا أين طريق الشرق نريد أن نكمل مسيرنا إلى هناك

العجوز: ماذا ستعطيني؟

الحمالي مندهشا: ماذا أعطيك! وهل مساعدة الناس التائهين تكون بمقابل!؟

الكهل: لا يا سيدي إن الذي ستعطيني إياه ثمن نجاتك من هذه الصحراء أنت ومالك وقافلتك

الحمالي بسخرية: وهل أنت ستوفر لي الحماية أيها الكهل ضحك الحمالي

الكهل: إرشادي لك منجاة لك ومن معك وأنت ستعطيني مما أعطيت لتنجو وهي صفقة رابحة أنت المستفيد منها

الحمالي: لا نحتاج منك أن تدلنا سنستدل على الطريق لوحدنا ومعي رجالي ونحمل السلاح ولن يستطيع قطاع الطرق مهاجمتنا ونحن عصبة

العجوز: القرار قرارك وهذه الصحراء أمامك

وتحرك الحمالي وقافلته في وسط الصحراء وماهية إلا ساعات حتى هبت عاصفة رملية جعلت نهارهم ليلا حتى ضاعت القافلة ومن فيها

وفي البلدة وبعد مرور شهر على مغادرة الحمالي البلدة افتقد الراعي والإسكافي صديقهم الحمالي

الراعي: لقد تأخر في العودة صديقنا الحمالي

الإسكافي: بالفعل لقد مر شهر ولم يرجع

الراعي: لست مطمئنا سأذهب غدا وسأتحرك بقافلتي إلى الشرق للبحث عنه

الإسكافي: دعنا ننتظر ولا نستعجل سيعود الحمالي قريباً

الراعي: لا لن أنتظر لقد انتظرنا بما فيه الكفاية سأذهب غدا للبحث عنه

وبالفعل باليوم التالي تحركت قافلة الراعي بتجاه الشرق وصادف خيمة الرجل الكهل بنفس المكان وسأله الراعي: أين الشرق أيها العجوز

العجوز: وماذا ستعطيني؟

الراعي: ماذا أعطيك! أنا أبحث عن صديقي لم يعد إلى الآن وذهب لشرق وأنت تريد مقابل إرشادنا على الطريق

الكهل: إرشادي لك منجاة لك ومن معك وأنت ستعطيني مما أعطيت لتنجو وهبه صفقة رابحة أنت المستفيد منها

الراعي في غضب: لن تحصل على شيء مني وسنستدل على الطريق لوحدنا دون مساعدتك ومعي رجالي ونحمل السلاح ولن يستطيع قطاع الطرق مهاجمتنا ونحن عصبة

العجوز: القرار قرارك وهذه الصحراء أمامك

وتحرك الحمالي وقافلته في وسط الصحراء وماهية إلا ساعات حتى هبت عاصفة رملية جعلت نهارهم ليلا حتى ضاعت القافلة ومن فيها

وفي البلدة وبعد مرور شهر على مغادرة الحمالي البلدة افتقد الراعي والإسكافي صديقهم الحمالي

الراعي: لقد تأخر في العودة صديقنا الحمالي

الإسكافي: بالفعل لقد مر شهر ولم يرجع

الراعي: لست مطمئنا سأذهب غدا وسأتحرك بقافلتي إلى الشرق للبحث عنه

الإسكافي: دعنا ننتظر ولا نستعجل سيعود الحمالي قريباً

الراعي: لا لن أنتظر لقد انتظرنا بما فيه الكفاية سأذهب غدا للبحث عنه

وبالفعل باليوم التالي تحركت قافلة الراعي بتجاه الشرق وصادف خيمة الرجل الكهل بنفس المكان وسأله الراعي: أين الشرق أيها العجوز

العجوز: وماذا ستعطيني؟

الراعي: ماذا أعطيك! أنا أبحث عن صديقي لم يعد إلى الآن وذهب لشرق وأنت تريد مقابل إرشادنا على الطريق

الكهل: إرشادي لك منجاة لك ومن معك وأنت ستعطيني مما أعطيت لتنجو وهي صفقة رابحة أنت المستفيد منها

الراعي في غضب: لن تحصل على شيء مني وسنستدل على الطريق لوحدنا دون مساعدتك

فتحرك الراعي بقافلته ومن نزل الليل ووضعوا رحالهم وعدتهم حتى هاجمهم قطاع الطرق وسرقة ما وجدوه معهم وشتتوا بهم بصحراء القاحلة والراعي يركض فار بحياته من أيدي اللصوص حتى أعياه التعب وسقط مغشيا عليه

وفي البلدة وبعد مرور أسبوعين بدأت مواشي الراعي بلأختفاء ووصل الخبر للإسكافي فقرر التحرك للبحث عن أصدقائه الراعي والحمالي فلقد طال غيابهم وتحرك الإسكافي بقافلته بصباح اليوم التالي وفي نفس المكان وجد الخيمة والكهل وطلب منه أن يدله على الطريق

العجوز: ماذا ستعطيني؟

الإسكافي: وهل الإرشاد الطريق أصبح بالمال

الكهل: إرشادي لك منجاة لك ومن معك وأنت ستعطيني مما أعطيت لتنجو وهي صفقة رابحة أنت المستفيد منها

الإسكافي: سأعطيك كاتريد لكن دلني على الطريق الصحيح فأنا أبحث عن أصدقائي خرجا ولم يعودا حتى الآن وأنا قلق عليهما

نهض العجوز وقال له اتبعني

فتبعه الإسكافي وسارا مسافة طويلة في وسط الصحراء الجرداء حتى وصلوا إلى كهف وقال الكهل: إن ما تبحث عنه موجود هنا في هذا الكهف

الإسكافي: ما الذي أبحث عنه هل تقصد أن أصدقائي موجودان داخل هذا الكهف

الكهل: اتبعني

فدخلا داخل الكهف حتى رأى الإسكافي أصدقاءه الحمالي والراعي فلقايين على الأرض فركض بتجاههما وينادي بهما حتى استيقظا من إغماءتهما

الإسكافي: ما الذي حدث لكما وماذا تفعلان هنا؟

الحمالي: لقد هبت عاصفة رملية أضاعت لي كل بضاعتي وقافلتي ولا أعلم كيف وصلت لهذا الكهف

الراعي: وأنا خرجت للبحث عنك وهاجموني قطاع الطرق وهربت منهم قبل أن يفعلوا بي شيئاً وفقدت الوعي والآن أضحوا وأنا داخل هذا الكهف

الإسكافي: لاعباكما أهم من هذا كله أنكما بخير

الراعي: ولكن كيف وجدتنا ومن الذي أحضرنا إلى هذا الكهف

الإسكافي: لقد خرجت من البلدة للبحث عنكما ووجدت رجلا كهلا هو الذي دلني على مكانكما

الراعي والحمالي مع بعض قالا: رجل كهل

الإسكافي: نعم هو الذي دلني على مكانكما

وقف الرجل الكهل بمقربه منهم وقال: أيها الحمالي أنت رفضت أن تعطي مما أعطيت لتنجو بحالك ومالك حتى التهمتك الصحراء

أما أنت أيها الراعي رفضت أن تعطي مما أعطيت لتنجو من قطاع الطرق وهذا ما حصل لك

الراعي: أنت السبب بالذي حدث لنا

الكهل: جشعكما هو السبب ما حدث لكما فلو أعطيتم مما أعطيتم ما كان حدث شيء لكما ووجدكم الإسكافي بعد أن دفع لقاء أن يجدكما

الإسكافي: من أنت أيها الكهل؟

العجوز: أنا حارس الصحراء وما كان بينكم وبين جنية الكهف من اتفاق يجب أن ينفذ

الإسكافي: هل تعرف جنية الكهف أيها الكهل؟

الكهل: نعم أعرفها فأنا حارس الصحراء وسمعت كل ما دار بينكم، فجأة ارتفع الكهل عن الأرض وقال: أيها الحمالي لقد خسرت ما تملك بالعاصفة الرملية وكنوز الأرض من ذهب ومجوهرات رجعت إلى مكانها

أما أنت أيها الراعي فخسرت ما تملك من مواش وأغنام ورجعت كلها إلى الصحراء والبراري

أما أنت أيها الإسكافي فلقد نجحت وأعطت مما أعطيت فلك مالك ولا تنسى أن تعطي مما أعطيت لا تنسى

فحتفي الكهل من أمامهم وكأنه لم يكن موجودا

فخرج الثلاثة من الكهف ورجعوا إلى بلدتهم وهم بالطريق قال الحمالي: لقد ضاع كل شيء كل تعبي ضاع بسبب غبائي وبخلي

الراعي: وأنا خسرت ما أملك بسبب تكبري وعنادي

الإسكافي: لا داع للأسف فلقد حدث ما حدث يا أصدقائي المهم أنكما بخير

الراعي: كيف لا داع ولقد كنا مكرمين الآن سأعود أعمل برعي الغنم مع الناس

والحمالي: وأنا سأعود حمالي أحمل أغراض الناس كالحمار

الراعي: أنت الوحيد أيها الإسكافي من ربح فينا أنت فقط

الحمالي: نعم أنت فقط

الإسكافي: وما فائدة المال والجاه من دون أصدقائي

الراعي: ماذا تقصد؟

الإسكافي: سوف تأتيان معي نعمل سويا بتجارة الأقمشة والأحذية

الحمالي: هل هذا صحيح أيها الإسكافي؟

الإسكافي: نعم صحيح فما قيمة المال وأنتم لستم حولي

ففرح الراعي والحمالي فجأة أتاهم صوت جنية الكهف تقول أحسنت أيها الإسكافي لقد أعطيت مما أعطيت فالمال راحل ويبقى الوفاء.

انتهت.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى