الشاعرة :فداء حنا
هاج الشوق في غسقِ ليلي
يا أنت يامن هواك أضرم النار
في بيادرِ قلبي
ألم تكتف من كيّ نبضي ؟
باغتني المساء على عجل
صفعني الوجد فبت أرضا
تيممت التراب أستجدي حنين
سنابل المقل
أهذه دروب الهوى؟
أم متاهتات أضعتُ فيها ياقوتي ودُرري
ما طلبت البعد
أنت أهديته لي عنوةً دون خجل
شتّان مابين قلبٍ هانيءٍ
وآخر ينتفضُ يكاد يكسر أضلعي
ثائرٌ يعلن ثورته
رافعا رايته رغم البعد وويل الغسق
ما أسِفتُ لقربك يوما
إنما الأنواء هاجمت شرفاتي
بعثرت زهور الأحلام
شرّدت نسائم عطرها
ونثرت بالمكان آهاتٍ تبلسمها حرقة الألم
لا مواقف انتظار
لا جسور للعبور
دع القلوب تهتدي حيث نبضها يؤوب
مع نسيم يعزف ألحان اللقاء
على أوتار قلبٍ يئن من الفرقة
بعد أن كان ببياض الياسمين
غدا كالحا ككحل العين
سال من دفقة دمعٍ
تسربت من أصابع الهدب
ومسحت بكف الهمس أطراف العين
تواسي نبض حزين
