كاتب فى سطور..ليلى أبو العلا

ليلى أبو العلا كاتبة و مؤلفة روائية،و كاتبة مسرحيات،و هي من أهم الكاتبات السودانيات..ولدت ليلى أبو العلا بالقاهرة لأب سوداني وأم مصرية في 1964، ونشأت في السودان في مدينة الخرطوم حيث بمدرسة الخرطوم الأمريكية، والتحقت بكلية الأقتصاد بجامعة الخرطوم ونالت درجتي الماجستير والدكتوراه في كلية لندن للأقتصاد.
إنتقلت عام 1990 إلى بريطانيا وأستقرت في اسكتلندا، ثم تنقلت بين إندونيسيا والإمارات وقطر، قبل أن تعود مجددًا إلى اسكتلندا. وهي متزوجة من رجل سوداني ولهما طفلان.
عندما ذهبت إلى بريطانيا في مطلع تسعينيات القرن الماضي، وجدت صورة السودان مشوهة، فشعرت أنه من الضروري عمل شيء يغير تلك السمعة السيئة “..
لذلك بدأت الكتابة لتصحيح تلك الصورة القبيحة .
الدين والغربة هما الموضوعان الرئيسان في أعمال الكاتبة السودانية ليلى العلا …إذ تتناول الغربة الثقافية والنفسية التي يواجهها المهاجرون المسلمون في الغرب، وتقدم حكايات لشخصيات سودانية مهاجرة تواجه معضلات العيش،والتأقلم في بيئة ثقافية واجتماعية غريبة عليهم، يملؤهم الحنين لوطنهم.
المنفى إنقطاع عما نألفه، هكذا عبرت الكاتبة ليلى أبو العلا حين و ضحت عنه :
أعتقد أنه أسوأ مصير، هو عقاب شديد لمن يفارق الأوطان، والمنفى حافز للسرد وإيقاظ للدواخل.
بكلمات ناعمة تنسج ليلى العلا حروفها لتتحدث عن الأوطان والغربة والحب والمشاعر الإنسانية.
كتبت كتبها بالإنجليزية بسبب تعليمها، وعن هذا تقول: “تكرس خيار اللغة الإنجليزية عندما وجدت نفسي أعيش في بريطانيا، فقد قصدت أن أخاطب المجتمع الإنجليزي بلغته وأنقل إليه همومي وقضاياي كامرأة عربية مسلمة، هذا فضلاً عن أن اللغة الإنجليزية لغة عالمية أستطيع من خلالها مخاطبة عشرات الجنسيات في العالم .
أغلب أعمالها الأدبية مكتوب باللغة الإنجليزية وتُرجمت رواياتها من اللغة الإنجليزية إلى اثنتي عشرة لغة منها اللغة العربية.
في العموم هي تفضل المدرسة الواقعية، وعن هذا تقول: “لا أميل للتجريب في الكتابة، ومنظوري أن الواقع بتحدياته يحتاج منا أن نسميه بأسمائه”.
تقول أيضاً في حوار حوار صحفي :
كنت أشعر بالحنين إلى السودان والثقافة العربية.
الناس من حولي لا يعرفون شيئًا عن بلدي
أو عن الإسلام، المكوّنين الرئيسين لهويتي، وهذا ما زاد من إحساسي بالغربة ..
وفي نهاية الثمانينيات شهدت بداية تأجج العواطف ضد العرب والإسلام في الإعلام الغربي ووجودي في بريطانيا جعلني في وضع دفاعي ، ووجدت أني أحتاج لأوضح أن الحياة في الخرطوم بصورة جيدة، وأن الناس طيبون، والظروف هي التي أجبرتنا على المغادرة ولم تكن خيارًا”.
حصلت ليلى أبو العلا على جائزة كين العالمية للأدب الإفريقي عن قصتها المتحف (بالإنجليزية The Museum)
التي تضمنتها مجموعتها القصصية «أضواء ملونة» بـ لندن ، ورُشحت أعمالها الأخرى لجوائز رفيعة.
ورُشحت أيضاً روايتها “حارة المغنى” لنيل جائزة أفضل كتاب في اسكتلندا لعام 2011، وجرى إدراجها في القائمة القصيرة لجائزة “الكومنولث”.
و كذلك رشحت روايتيها “المترجمة” و”المنارة” لجائزتي أورنج للرواية، وايمباك دبلن الأدبية، ووضعت صحيفة “نيويورك تايمز” روايتها “المترجمة” في تصنفها السنوي لأبرز 100 كتاب لعام 2006 ، ووصلت الرواية إلى قائمة الترشيحات النهائية لجائزة سولتير في اسكتلندا.
قال الكاتب السوداني جمال محمد إبراهيم عن
ليلى أبو العلا أنها حققت فتحًا للكتابة السودانية والإبداع السوداني يوازي ما أحدثه الراحل
تصف ليلى أبو العلا نفسها بأنها “مزيج من الهويات، وبعيشي في السودان كنت أيضًا أعيش في هوية مشتركة تمثل وادي النيل،وبغربتي تعددت الهويات المختلفة والجنسيات المتعددة وبالتالي الثقافات.. كل ذلك وضع بصمته علي ..وأنا مدينة لهذه الهويات بما أعطتني من مساحة في النظر تعودت عليها.
تحكي روايتها “المترجمة” عن قصة حب بين أرملة سودانية شابة تعيش في بريطانيا وأكاديمي اسكتلندي متخصص في الدراسات العربية والإسلامية، تطالبه حبيبته باعتناق دينها الإسلام حتى تستطيع الزواج به.
وتقدم رواية “منارة” قصة فتاة سودانية لاجئة في بريطانيا تعاني من قسوة الحياة في المنفى وغربة البعد عن الوطن والثقافة التي نشأت فيها، فتقرر توثيق علاقتها بالإسلام والالتزام بتعاليمه بحثًا عن سلامها الداخلي.
في مجموعتها “منزل.. في مكان آخر”، تلقى الضوء على المهاجرين، وما يعانيه المسلمون في الغرب، وتتحدث عن الحنين إلى الوطن، والمخاوف التي يواجهها أهل المشرق حال وجودهم في الغرب. وتركز على الوحدة والهجرة والرومانسية المعقدة بين ثقافتين مختلفتين، وتتناول العقيدة الإسلامية، وترى أن الدين يحتل مكانا ثمينًا في حياة الأشخاص الذين يشعرون بالضياع،ويتمثل ذلك في أبسط صوره عندما لا يستطيعون أداء الصلاة بسبب غياب صوت الآذان في الغرب.
في المجموعة القصصية نشاهد لقاء امرأة شابة مع زميل سابق في المدرسة، وهو موقف يثير ذكريات مؤلمة عن حياتها السابقة في الخرطوم، وترصد تورط امرأة في علاقة مع كاتبها المفضل.
في النهاية أستطاعت ليلى أن تقدم صورة مختلفة عن المرأة المسلمة منة خلال بطلاتها، فالمرأة عندها تجد ملاذها وقوتها في الدين وليس في الهروب منه كما هو سائد في الأعمال الأدبية الحديثة.