منبر جدة لضمان عودة السلام في السودان وإعادة الأعمار

اليوم تطوي حرب السودان ثلاث أشهر وتستقبل شهرها الرابع.. وسط تفاؤل كبير وسط السودانيين بمجهودات الأشقاء في المملكة العربية السعودية و جمهورية مصر العربية والأصدقاء في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الفاعلين الدوليين.. لوقف الحرب التي احدثت آثار فادحة في الداخل السوداني.
-واضح ان الجميع مركز مع العمل العسكري بينما تدور في جانب اخر معركة قانونية أخلاقية.. تتمثل في إدانة قوات الدعم السريع فيما يتعلق الجرائم الانسانية في دارفور التي قدم فيها اتهام مباشر من قبل محكمة الجنايات الدولية وادانة من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وامريكا.. وقد زاد الأمر كيل بعير من خلال ما اعلن اليوم عن احتجاز الدعم لعدد 5 الف مدني بالخرطوم ضمنهم اجانب.. إضافة لاستهداف مستشفي السلاح الطبي اليوم بالمسيرات ووقوع ضحايا مدنيين.. هذا كله مجتمع يجعل هذه القوات في وضع لايحسد عليه فيما يتعلق بالادانة الدولية وفقدان الحلفاء.. مما يجعله اكثر حرصا علي إغلاق ملف الحرب والعودة للسلام المفضي لوحدة البلاد.
– من ناحية أخري يجي إعلان الفريق شمس الدين الكباشي نائب قائد الجيش للجزيرة الإخبارية : انهم..
– منفتحون على أي مبادرة جادة لوقف الحرب تضمن الحفاظ على السيادة الوطنية.. بجانب التأكيد علي ان التآمر على البلاد كبير والقوات المسلحة تقوم بواجبها الدستوري.. وأن مجلس السيادة يدعم اي حوارا يفضي لتشكيل حكومة مدنية تقود المرحلة الانتقالية وتهيئ لانتخابات.. وزاد في ذلك أن السودان يحتاج إلى جهود وطنية ومساندة خارجية لإعمار ما دمرته الحرب.
تعتبر هذه التصريحات تطور لافت بالنظر لما عرف عن الكباشي في انه يمثل جانب العسكرية التي تنزع الي الحسم دون التخفي خلف التكتيكات السياسية.. حيث تزامنت هذه التصريحات مع عودة وفد الجيش الي منبر جدة.. التي وصلها اليوم.
السؤال ماهي التوقعات من جدة..
– ليس هناك مجال غير وقف إطلاق النار الدائم او المحدد بثلاث شهور كما حشد الإعلام لهذه الفكرة من قبل.. لكن ذلك لايتاتي إلا في حال خروج التمرد من منازل المواطنيين والمستشفيات والمرافق الخدمية ومباني الوزارات.. وحتي تكون أي نتائج يترتب عليها تفاوض جدة مقبولة للشعب السوداني الذي ظل يضغط لانهاء التمرد بالضربة القاضية.
– يبدوا أن السودان قد وجد ضمانات لذلك وإلا ما كان سيعود إلى منبر جدة بعد أن شكر السعودية والولايات المتحدة الأمريكية في بيان مجلس السيادة الإنتقالي الأخير الذي رحب فيه بالمبادرة المصرية والذي فسره عدد من المراقبين.. كأنما السودان قد طوي ملف جدة وطلق العنان للقاهرة التي تبدو اكثر تفهما للواقع السوداني المعقد..وقد مضي البعض في اتجاه غير ذلك باعتبار ان الأدوار تتكامل من خلال الحرص علي إحلال السلام في السودان.
-من خلال متابعة سير العمليات العسكرية يبدوا أن الجيش قرر الاكتفاء بهذا المجهود إذا علمنا ان الأهداف المتعلقة بالحرب قد تحققت في القضاء على الدعم السريع كقوات متمردة وقد تم اخضاعها بعد ان رشحت أخبار غير مؤكدة عن مقتل قائدها.. وتحييد قوتها الأساسية المتعلقة بالاتصالات او القدرات العسكرية.
لذلك يظل السودان حريص علي الأصدقاء في هذه الظروف المعقدة.. لضمان العبور من هذه الحرب الي آفاق العملية السياسية المستقرة وإعادة الأعمار الذي يرجي فيه مجهودات المجتمع الدولي والاصدقاء.
كما أن منبر جدة كما نعلم يحقق ذلك من خلال ضمان عودة السلام في السودان وإعادة الأعمار
كما أن ذلك يتكامل مع الدور المصري الفاعل الذي يمضي نحو ذات الهدف لاسيما احاطته بالواقع الداخلي المعقد الذي يتطلب التوازن بين جميع الأطراف.
دمتم بخير. Shglawi55@gmail.com