يا صاحبي


هنادي المنصوري/الامارات
بين الرضا وتبرير الافعال
ضاعت صداقاتٍ كثيرة
.
ياصاحبي زوَّدْت الاحمال
لاتختبر حلمي وتثيره
.
لي فاق حد أخطائك ومال
وهمّشْت لنْفوس الكبيرة
.
وحْصانك اللي صنته أنهال
في أصحابك أوصافن مريرة
.
فلا أتعجّب يوم وتسأل
وينه لقاهم ياعبيره؟
.
لكرام مايرضون الإذلال
حتى لو بنظرة صغيرة
.
فيهم صبر لو شلّته جْبال
اتناثَرَت واضحت كسيرة
.
في قلوبهم لاسرارك إقفال
وكنزك وسِط ناسن فقيرة
.
درعك ليا منه العدو طال
طاريك و اضحوا له ذخيرة
.
وفيهم وفا ماينشرى بمال
حبًهم كالاسطورة الشهيرة
.
مثل الذي ياقف ع الأطلال
وعيناه بدموعه غزيرة
.
كالنابغة وطرفة ليا قال
لِخولة في ثهمد * عشيرة
.
تُبنى بيوت أخرى ولازال
واقف لأجل ذكرى عشيره
.
يحضن طيوف ويحضن ارمال
وايقبِّل اثارٍ لطيره
.
جبروا وفكوا عنّك أغلال
وكانوا بدورن مستنيرة
.
كانوا وصاروا اليوم عذال
يا للأسف عينك ضريرة
.
وقّظ عماها وعيد الارسال
عل وعسى الإرسال خيرة
.
والطير لي ماصنته أختال
وفلْهم جناحينه لاميره
.
.
.
.
.
*اقتباس شعري من معلقة الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد الذي قال فيها:
لِخَولَةَ أَطلالٌ بِبُرقَةِ ثَهمَدِ
تَلوحُ كَباقي الوَشمِ في ظاهِرِ اليَدِ
وُقوفاً بِها صَحبي عَلَيَّ مَطيَّهُم
يَقولونَ لا تَهلِك أَسىً وَتَجَلَّدِ
وكان شعراء العصر الجاهلي اعتادوا الوقوف على الأطلال؛ وهي منازل أحبتهم التي هجروها؛ وكتابة قصائد البكاء على الأطلال.
وعادة الوقوف على الأطلال كانت مألوفة حينذاك في العصر الجاهلي ، وتعتبر هذه الظاهرة من الوفاء الذي ندر بل انقرض في هذا الزمن.