Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الاخبار الفنية

داود عبد السيد عاش يبحث عن كاتب يجسد رؤيته على الورق

ريهام طارق

ريهام طارق

يحل اليوم 23 نوفمبر ذكرى ميلاد المؤلف والمخرج الكبير داود عبد السيد، أهم مخرجي السينما المصرية في فترة الثمانينيات والتسعينيات والذي قدم عدد ضخم من الأعمال الفنية الصادقة، والنابعة من قلب المجتمع المصري ولكن برؤية خاصة، و وجهه نظر مختلفه لا تشبه أحد.

 

لم يكن حلمه في البداية أن يصبح مخرجا سينمائيا بل كان يتمني أن يصبح صحفياً كبيراً ، وبدايه معرفته بأجواء السينما ورؤية كواليسها كان عن طريق شخص من أفراد عائلته، وعندما زار السيد استوديو جلال معه ليشاهد كواليس أحد أفلام المخرج أحمد ضياء الدين، وفي تلك اللحظة انبهر داود عبد السيد بهذه الأجواء، وقرر التقدم إلى المعهد العالي للسينما، بعد إتمامه المرحلة الثانوية.

 

نجح داود عبد السيد في اختبار القبول للمعهد العالي للسينما، وحصل، على بكالوريوس الإخراج السينمائي عام 1967.

 

بدأ مشواره الفني كمساعد مخرج في أفلام هامة أبرزها فيلم الأرض”، للمخرج يوسف شاهين، وفيلم “الرجل الذي فقد ظله” للمخرج الكبير كمال الشيخ، و فيلم “أوهام الحب” للمخرج ممدوح شكري.

 

كان داود عبد السيد مهتم بصناعة أفلام تسجيلية اجتماعية تهتم بقضايا المجتمع، وقدم عدد كبير من الأفلام التسجيلية أهمها:

وصية رجل حكيم في شؤون القرية والتعليم عام .1976،

والعمل في الحقل عام 1979

وعن الناس والأنبياء والفنانين 1980

 

وجد داود عبد السيد أنه لا يمكن الوصول لعقل المشاهد إلا من خلال الفيلم الروائي الطويل، و اتجه داود عبد السيد إلى إخراج الأفلام السينمائية الطويلة أبرزها فيلم الصعاليك عام ١٩٨٥وهو أول أعماله الفنية، كمخرج للعمل وهو فيلم درامي، من تأليف وإخراج داود عبد السيد وقام بالبطولة نور الشريف، ومحمود عبدالعزيز، ويسرا، ومها أبو عوف، على الغندور.

توقف داود عبد السيد لفترة زادت عن خمس سنوات عن الإخراج ثم عاد وقدم فيلم “كيت كات” ١٩٩١، وقام بالبطولة الفنان محمود عبد العزيز ويعتبر هذا فيلم “كيت كات”، إلى الآن من أهم الأعمال السينمائية المصرية، المحطة الأبرز في مشوار داود عبد السيد.

 

وجاء التعاون بينه وبين الفنان أحمد زكي من خلال فيلم “أرض الخوف”، والذي لاقى نجاحا جماهيريا كبيرا

وحصل على جائزة الهرم الفضي من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وجائزة السيناريو من مهرجان البحرين الأول، وجائزة أحسن فيلم من مهرجان جمعية الفيلم، وجائزة أحسن إخراج من مهرجان جمعية الفيلم، عام 1999،.

 

قدم بعد ذلك تجربة كوميدية بعيدة تماماً عن كل ما قدمه من قبل وهو فيلم “مواطن ومخبر وحرامي” عام ٢٠٠١، بطولة جماعية تضمنت شعبان عبد الرحيم، خالد أبو النجا، صلاح عبد الله، هند صبري، و حصل الفيلم على جوائز أفضل فيلم وأحسن إخراج من المهرجان القومى للسينما، وجائزة أحسن فيلم وأحسن إخراج وأحسن سيناريو من مهرجان جمعية الفيلم عام 2001.

 

من أهم أعمال المخرج داود عبد السيد أيضا فيلم “رسائل البحر”، من إخراج وتأليف داود عبدالسيد، بطولة آسر ياسين، بسمة، مي كساب، محمد لطفي، صلاح عبدالله.

فيلم “سارق الفرح”، وحصل عن هذا الفيلم على جائزة الإنتاج الفضية من المهرجان القومى للسينما، والجائزة البرونزية من مهرجان دمشق الدولي، وجائزة الجمهور من مهرجان سورينتو، إيطاليا، عام 1995.

 

فيلم “البحث عن سيد مرزوق”وحصل على جائزة الهرم الفضي من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الخامس عشر عام 1991

 

حصل عن فيلمه أرض الأحلام على جائزة الإنتاج الثانية من المهرجان القومي للسينما، عام 1993.

 

وحصل عن فيلمه وصية رجل حكيم في شئون القرية والتعليم على جائزة لجنة التحكيم الخاصة “الأفنجدلين” من مهرجان أوبرهاوزن ألمانيا، وجائزة جمعية النقاد .

وكان آخر أعماله فيلم “قدرات غير عادية” إنتاج عام ٢٠١٥.

 

كما تم اختيار ثلاثة أفلام له ضمن قائمة أهم 100 فيلم عربي التي أصدرها مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته العاشرة عام 2013، وهي:

الكيت كات 1991

أرض الخوف 1999

رسائل البحر 2010

 

فضل داود عبد السيد أن لا يكون الجزء الأساسي من العمل، وهو علي يقين أنه عندما بتعلم كتابة سيناريو متقن الإخراج.. و كيفية توصيل الفكرة، لهذا كان يكتب القصص والسيناريوهات، حيث بدأ في كتابة أول سيناريو له بعد بضعة أشهر فقط من تخرجه من معهد السينما ، وكانت البدايات كانت محاولات غير ناضجة، حتى كتب سيناريوهات (كفاح رجال الأعمال + الوباء + الصعاليك + بيت الست حياة).

 

صرح عبد الداود السيد قبل ذلك في أحد اللقاءات الصحفية:” أنا أكتب لأنني أريد أن أخرج أفلامي والحقيقة أنني أحب الكتابة، فهي مهنة صعبة ومتعبة، ولكني في الأساس مخرج أحاول أن أبحث عن كاتب يجسد رؤيتي على الورق، لذلك أقوم بكتابة أفلامي لأنني مؤمن بأنه يجب أن يكون هناك تفاهم كامل بين كاتب السيناريو والمخرج، ومن هنا فأنا لا أفكر لحظة واحدة في إخراج أعمال من تأليف الآخرين، مهما استهوتني الأفكار التي تطرحها.. إن المحاولات الأولى لم تكن ناضجة بما يكفي، لكي تقنعني بمحاولة إخراجها للنور.. ولكن بمجرد انتهائي من أول أعمالي الناضجة (كفاح رجال الأعمال)، لم أتردد لحظة واحدة وبالفعل تعاقدت على إخراج هذا العمل سنة 1980، ولكن للأسف ولأسباب تخص المنتج، لم أتمكن من تنفيذ الفكرة”.

 

و لكي يحقق عبد الداود السيد طموحاته في السينما كتب بنفسه سيناريوهات أفلامه.. أي أنه يتبنى مفهوم “سينما المؤلف”، وهذا أعطاه الحرية الفنية، التي يستطيع من خلالها تجسيد ما يريده هو من رؤى فنية وفكرية، يصبح مسئولاً عنها مسئولية كاملة، و كان مؤمنا بأن الكتابة مهمة صعبة، باعتبار أن الكاتب يعمل على ورق أبيض، أي على فراغ، أما المخرج فعنده جسم يحققه لذلك فـ تحقيق الرؤية في الكتابة، بالنسبة له كانت أصعب من تحقيقها في الإخراج، ولذلك كان لا يمانع في إخراج سيناريو لـ كاتب آخر، ولكن المشكلة كما يقول هي أنه لا يجد الكاتب الذي يشاركه نفس الهدف في العمل،وكان هذا السر في أنه لا يفضل إخراج سيناريوهات الآخرين.

 

المخرج عبد الداود السيد قدم سينما ذات طراز خاص وأثبت أنه فنان متمرد على السائد والتقليدي باحثاً عن سينما مختلفة ذات أسلوب خاص يحمل رؤيته الفنية والفكرية، ومصراً على صنع السينما التي يريدها، و الذاتية الخاصة به، وبالرغم من النجاح الكبير الذي حققه المخرج داود عبد السيد في السينما، قرر الاعتزال عام ٢٠٢١، لأنه يرى أن الجمهور الذي يذهب إلى السينما الآن يبحث عن نوعية الأفلام الغير هادفة، وأن الذوق العام للجمهور أصبح مختلف عن الماضي ، وما يريده الجمهور لا يستطيع داود عبد السيد أن يقدمه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى