بين عامين


شاهر عبدالواسع الأثوري
الوقتُ يَمضي والعبادُ نِيامُ
وتَسُوقهم نَحو الردى الأيامُ
عامٌ مَضى مثل الخيالِ لنائمٍ
وأتى إلينا بعد ذلكَ عَامُ
عامٌ مضى عشنا بهِ بمصائبٍ
والنَّاس ظلُّوا في البلاءِ وداموا
قد جاءنا بالغمِّ يَحشدُ جُندهُ
حَلُّوا علينا بالشقاءِ وحاموا
ما دام والأحقاد تَعصف فوقنا
لن نلقَ أمناً أو يَحلّ سَلامُ
يا أيُّها العامُ الذي قد جاءنا
أيَهلُّ فيكَ على البلادِ وئامُ؟
أم كالذي ولَّى وغادرَ راحلاً؟
ستظلُّ فيك تهدُّنا الآلامُ
فأجابَ:ليس لكم جديدٌ طالما
والناس في ليلِ الضلالةِ ناموا
يا صاح ليس العيب في أعوامنا
نحنُ الجُناةُ وليستِ الأعوامُ
الدَّهرُ لا يبغي على مَن أصلحوا
وعلى المَحبَّةِ والودادِ أقاموا
النَّاسُ ذي يطغونَ في أعمالهم
وإذا شَقوا ذمُّوا الزمان ولاموا
والعيب فيهم والمآسي صُنعهم
لَمَّا بَغوا فتقاتلوا وتراموا
أوَ ليس (أحمد)قد نَهاهم زاجراً؟
أوَ لم يَقُل:سفك الدماءِ حرامُ
لكنَّهم لم يَنتهوا عمَّا نُهوا
وكسا القلوبَ الغافلات ظلامُ
سُبحانَ من خضع الزمان لأمرهِ
وبحولهِ تَمضي بنا الأيامُ