Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الأدب والشعر

رمضانيات….الفصل الأخير 

بقلم د. فايل المطاعني

بقلم د. فايل المطاعني

إهداء إلى المرأة التي أعطت ثم لم يسعفها القدر لتكملة عطائها …..

قصتي مع الجنية ريم صالح

أنتتظرت اتصالها  القادم بفارغ الصبر،فهناك أسئلة كثيرة لابد أن تجيب عليها  لا يكفي أن تقول أنني أحببت ساحر ثم ترحل ثم تريديني أن أصفق لها !

وبعد يومين بالتمام والكمال إتصلت وكانت هذه المرة مرحة على غير عادتها ، وكم سعدت بالإتصال وكأنني التقي بحبيبتي بعد غيبة طويلة فأصبحت أنا وذلك العاشق الساحر سواء  ..

ودون مقدمات وآثار الخوف والفضول  في نبرات صوتي وتغير لهجة حواري معها ..وكأنها حست بذلك الخوف وأيضا أحبته والحقيقة أنا أؤمن بأن المرأة  ممثلة بارعة إذا أرادت  أن تجذبك  إليها.

فقلت لها دون مقدمات :لماذا لم تكملي الجملة ،في حالة واحدة فقط أوافق أن تنشر هذه القصة فما هي تلك الحالة ؟

السؤال الثاني :هل ماذكرتي صحيح يا سيدتي نحن في الألفية الثانية ولسنا في العصور الوسطي

السؤال الثالث  وقبل أن أكمل السؤال قالت وكمية من الدلع قد تناثرت على مسامعي، وأنتم تعلمون أيها الأعزاء أن الرجل مهما كان قويا فإنه أمام ذلك الكائن الجميل ضعيف …والا كيف ضعف شمشون أمام دليلة !!!

قالت كلمة واحدة أنهار فيها  فايل الكاتب قالت وبصوتها العذب وبلهجتها العراقية الممزوجة بلهجة خليجية مترفة

يا ( عزيزي )

فقلت لنفسي :عزيزها  واستدركت فقالت :أيها الكاتب الأنيق وكأنها بخلت أن تسمع كاتبا لا يملك من حطام الدنيا سواء قلم و ورق وهاتف متحرك عفا عليه الدهر وشرب  ربما بتلك الكلمة السحرية سوف احارب معها الجن والشياطين .

الحقيقة غير وارد لدي محاربة تلك المخلوقات المرعبة  ولكن الكتاب يقولون ما لا يفعلون.

حينها سمعتها تقول : عزيزى  أنت معي ؟

فقلت لها :نعم معك  هيا تحدثي فأنا أسمعك

فقالت :علي ليس ساحر عاديا فقط بل هو في مرتبة أمير لديهم ومكانته لديهم عظيمة .

قلت لها لدي سؤال آخر؟ ابتسمت ثم قالت أسأل : قلت الم تخافي ليس من الحكمة أن تعشق حسناء ساحر  !

ابتسمت وهي تقول :تعلم لماذا اخترتك انت لتكتب حكايتي ….وأنا ساكت مثل التلميذ  الذي يمدحه استاذه وسط زملائه  وأضافت:تعجبني روايتك فيها روح الواقع وعندما أقرأ تلك الروايات،كأنني أنا البطلة فقلت لها :سوف يأتي يوم وتكوني إحدى بطلات قصصي. سكتت والحقيقة الهاتف لا ينقل لك مشاعر الطرف الآخر سلبا أو إيجابا ولكن أحسست أنها سعيدة بما قلت

فقالت : سوف أجيب على أخر سؤال  الخوف نعم كنت خائفة ليس من السهل أن تكتشف أن الرجل الذي أحببته ساحر ..!!؟

ولكن من الأشياء الجميلة أنني حافظة للقران الكريم  ومثلما يقولون إن الحب أعمي و ابتسمت  :انا قررت أن يترك اعمال السحر ويرجع إلى ربه،وقالت بحزم :قررت أن احارب الدنيا من أجله فقلت لها:محاربة الدنيا أهون من محاربة شياطين؟ نحن شياطين الانس لا نقدر عليهم فما بالك شياطين الجن .

سكتت فجأة وكأنها لم تكن تحدثني ،وبصوت أقرب إلى اللهمس : هل تعلم لقد دارت معركة بيني وبين اتباعه حاولوا بكل وسيلة أن ابعادي عنه  ولكن حبنا صمد ووقف كالصخرة  لقد دفعت ثمن باهظا ثمن لهذا الحب  لقد احرقوا  بيتي وايضا سيارتي ونجوت أكثر من مرة من حوادث اصطدام أو دهس والشرطة لم تجد دليل لوجود عمل متعمد .. ثم قالت وآثار تنهيدة :صعب ان تحارب الجن  ايها العزيز …

وأنا أكتب وعندما تأتي إلى كلمة العزيز اضع خط أحمر ،كنت اقتلهم بالقران واحرقهم بالقران .

أنهم جبناء ،يخافون من إمرأة ضعيفة ،أنه القران الكريم ..هي تتحدث وأنا صامت لا أريدها أن تسكت أريدها أن تكمل حكايتها .

والحمدلله نجحت بابعاده عنهم فقد أصبح رجل آخر تخلي عن الشعر وأصبح مؤذن وخطيب فى أحد المساجد لقد تغير علي أصبح شخص آخر ،وتوقفت السندريلا عن سرد قصتها حتى ظننت أنها رحلت ، ولكن بعد فترة ليست بالقصيرة قالت وبصوت اقرب الى الهمس :تريد ان اخبرك متي تنشر قصتي أليس كذلك ؟

فقالت بهدوء أكاد احسدها عليه :عندما اموت

واضافت أنا مريضة بالسرطان وأيامي معدودة  فامنيتي الأخيرة أن تكتب قصتي

( قصة الجنية)  وهذا ما حدث فقد كتبت قصتها والحمدلله لاقت صدى واسع واردت أن تغير الموضوع فقالت : تذكر حين التقيت بك اول مرة في تلك الحفلة ، لقد أخبروه اصدقائه باني موجودة بصحبة رجل غريب ،فغضب وأمرني بالخروج فورآ.

وهنا قاطتعها قائلا لها :كيف علمت بذلك ؟

قالت:لقد تشبه بك لم يتحدث ولكن رأيت صورته فخرجت مسرعة ثم سكتت في انتظار ردة فعلي والحقيقة لم تكن لي ردة فعل ،لم اتصور  أن يأتي يوم الجن يتشبهوا بي!!.

وبعد تلك المحادثة دخلت ريم المستشفي ،وكنت يوميا أسأل عنها وأقرأ لها ما كتبته من فصول قصتها الجنية وعندما انتهي من القراءة  كانت تبتسم وتقول :كنت اكره لقب الجنية ولكن الآن أحببته ..وماتت الجنية في ليلة الخميس من سنة 2021م  وعلمت من اختها أن حبيبها علي انتحر عندما  علم  بموت ريم ….واخر كلمة قالتها قبل موتها

(حافظوا على أحلامكم  حتى لو أحبكم جني )

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى