لماذا نعاود العودة لذكريات الماضي المؤلم .


الكاتبة : ندى فنري
تقول أحلام مستغانمي :
” إحترس من ذكرياتك ، فالوجع يزورك مرة واحدة.. وأنت لا تتوقف عن زيارته”
الذكريات المؤلمة مثل الخيانة ، الغدر ، الظلم ، العار ، الخجل لا تنسى ، فهي تصقل شخصية الإنسان و تشكل مناعة لما يمكن أن يصادفه مستقبلا ، مثل المناعة التي يصنعها الجسم ، بعد أن يتعرض للفيروس يظل يتذكره إلى الأبد.
لعل في عدم نسيان الآلام نعمة، لا نقمة ،لكن قد يتحول هذا السلوك في الغالب إلى حالة قلق ، و وسوسة ، أي أن نمط التفكير يكون وسواسي …
الإنسان حين يفكر بصورة وسواسية ، تنتابه الكثير من الأفكار السخيفة، والتي ليس لها معنى ويدخل في تفاصيل دقيقة جداً، وهذه الأفكار قد تظل راسخة بخلده لفترات طويلة.
كيف اشفى نفسي من الماضي؟
هناك بعض الخطوات التي يمكن اتباعها ،للمساعدة في التخلص من الماضي، و المواقف الصعبة، و والتحرك نحو المستقبل منها :
– القبول :
الخطوة الأولى للتخلص من الماضي هي القبول….
– التعلم من الأخطاء:
– عندما تتعلم من أخطائك في الماضي ، يمكنك استخدام هذا التعلم للمساعدة في التحرك بشكل أفضل نحو المستقبل. …
– الانتهاء :
يجب أن تقرر الانتهاء منه ، عاهد نفسك على عدم الرجوع مطلقا للماضي، لأن الرجوع يوما بمثابة العودة لنقطة الصفر .
على العموم لا يمكن أبدا أن نفصل بين الماضي والحاضر فهو جزء لا يتجزأ منا ، و من حياتنا وهو محور ذكرياتنا بحلوها و مرها .
تقبل واقعك ،لا تجعل الماضي عائقاً…
الماضي انتهى .. نتعلم منه لكن يفضل أن لا يؤثر علي حاضرنا و مستقبلنا بالسلب و لسنا محتاجين أن نتخلص منه… إنسان بلا ماضي يعني إنسان بلا خبرة بلا حياة…نحن محتاجين أن نتعايش معه و نتقبل أنه حصل و صدق أن ما فات مات ، و لن يعود، و لا تجعل الذكريات السيئة تأثر فيك و اتخذها عبرة في حياتك المستقبلية.
أوضحت الدراسة، التي أجريت في جامعة «نيويورك» الأميركية، أسباب استعادة العقل الذكريات والصور التي قد تبدو لنا عديمة الأهمية من وقت لآخر، فقالت إن الذاكرة البشرية تحتوي على ملف يحفظ مشاهد وذكريات وأصواتا تبدو تافهة، لبعض الوقت، للاستفادة منها في حال أصبحت هذه المشاهد والذكريات مفيدة في وقت لاحق .
اطلب مساعدة متخصص إذا شعرت أن مشاعرك بعد مرور الحادث أو الأزمة لا زالت شديدة للدرجة التي تمنعك من ممارسة حياتك بشكل طبيعي. …
من المفيد أحيانا أن تُخرج هذه المشاعر والأفكار حول الماضي من نطاق دواخلك إلى مساحة تشعر فيها بالراحة بينك وبين صديق تثق به،إن هذه الخطوة التي قد تبدو بسيطة وليست ذات تأثير، بيد أنها تساعدك على إدارة مشاعرك وأفكارك تجاه التجارب السابقة بشكل أفضل ، نحن نشعر بالارتياح و التخفيف من الضغط الذي يمكن أن يتسبب فيه الماضي ، و يمكن لهذا الصديق أن يساعدنا على العثور على طرق للتخلص من الماضي و التحرر منه .
تجنب العزلة و انضم إلى مجموعات تقدم الدعم ، عندما نركز على الإيجابية ، نحن نتمكن من التحرر من الماضي بشكل أسرع …
مارس الرياضة ، ركز على أشياء جديدة …
واجه مخاوفك ، عندما نتحرر من الذنب نتمكن من النظر إلى المستقبل بتفاؤل و تحمل مسؤولية حياة جديدة …
عُد إلى روتينك اليومي، نحن نحتاج إلى التفكير في الأشياء التي يمكننا القيام بها الآن لتحسين حياتنا …
أسعد نفسك ، و استمتع باللحظة الحالية و التفكير في كيفية جعلها أفضل … ثم أعد ترتيب أولوياتك