لاتعبث بجروحك النائمة
وجنات صالح ولي
إياك وأن تفتح جروحك بعد أن حاولت كثيراً بأن تندمل وتموت بكل ماشعرت به حينها ،وأن تتحس مواضعها بعد مضي العمر .وتذكر بأنك أن عاودت فتحها مجددًا فستبدأ دوامة التفكير الغير منتهي الصلاحية والقابل لإشعال ماضي أنتهى وأخذ من عمرك المحسوب عليك الكثير ، وحين تصل لمرحلة التشافي والنسيان وأنت مدرك لذلك تذكر بأن لك حياة أخرى سوف تزهر من جديد ربما مع أشخاص يشبهونك أو حياة غيرتها حتى تشبهك ، وتدرك بأن الإلتفات والحديث عن تلك الجروح سيؤلمك ، وحتى لو كان هناك أسباب لفتح تلك الجروح ،فنتعلم أن تتجاوز كل مامر حتى أنه لن يكون بصعوبة الأمر حين وقوعه لأول مرة، وأن ذلك الشعور من الطبيعي جدًا المرور به ،حسب أرشفة الذكريات والحكايات، والتنازل حين إنشقاق المشكلات، كل مايمر بنا يوجبنا أن نتكيف معه حتى لو لم نرد ذلك ،مجرد التواجد في الحياة الجديدة وإغلاق كل الثغرات المؤدية له يعد بطولة وقوة ،طالما كانت هناك تضحيات وإنتصارات وهزائم خرجت منها حيًا وأنت بنشوة الأنتصار،كل مافي الأمر الإغلاق التام بصمت وعدم التفكير فيه حتى لا تستيقظ الأمنا النائمة بداخلنا فهل لنا القدرة على أكمال المسير دون إيقاظها ،وحدك من تقرر ذلك.