أرواح عابرة


مريم دغريري
عندما نذهب في رحلة إلى أحضان الطبيعة نراقب الأشجار ، و أهتزاز أغصانها تحركها الرياح ، وجريان المياه وماتحدث من شقوق بين الصخور ، و في الأودية كأنها شقت طريق يحدد إتجاه مسارها . تلك المناظر التي نعيش لحظات معها تعاني أحيانًا من أذى البشر لها مثل قطع الأشجار، و تحويل مسار المياه ، والتلوث ، و غيره..
وإذا كان بعض البشر لهم دور في تغير النظام البيئي فكيف مع بعضهم البعض عندما يعاني من سوء معاملتهم أبناء جلدتهم من البشر و لو أدرك هؤلاء قيمة الحياة لما افتعلوا الأذى للأرواح البريئة الطيبة التي دائماً تبحث عن الفرح بين أحبار السطور ، ونقش الألوان المتداخلة في ثنايا الألواح لاتعرف المكر والخداع ..
نعم هي تلك الأرواح العابرة نبراسها إيقاع الحياة تتدثر بترانيم ، و نغمات العطاء الذي تقدمه للغير دون مقابل و مع مرور الزمن تشعر بالوهن ، و التعب فقد استنفذت كل ماتبقى من مشاعر ، و أحاسيس وكان ذنبها الوحيد أنها عاشت الحياة و عشقتها بكل تفاصيلها ، وعانت فيها بصمت ، وتألمت في الخفاء من أجل رسم السعادة على وجوه الغير و ليس من أجلها. وكانت ” بصمة الحب المكتسية بالبذل ” عنوان لها ..
ولكن يبقى السؤال العالق في الأذهان متى نقدم الأمتنان للأرواح العابرة في حياتنا؟