خواطر رمضانية وسادتي وسجادتي


زينة سليم سالم البلوشي
شهر رمضان هو الشهر الذي يصبح فيه الليل موطنا للروح وملاذا للقلوب الباحثة عن السكينة بين وسادتي وسجادتي أرى أمنياتي تتحقق واحدة تلو الأخرى وأرفع يدي بالدعاء حتى يضيء الله حياتي وأجعل الدعاء نورا لطريقي وراحة لنفسي وسرورا لقلبي
على وسادتي أضع رأسي المثقل بالأحزان والهموم والأوجاع وبالأحلام المؤجلة أحادث نفسي عن كل ما مررت به وما عشته وعن الذنوب التي أثقلت كاهلي في كل يوم يعذبني كثيرا أن وسادتي أصبحت مكاني السري بعد الله أشكي لها عما بداخلي لعلها تفهمني ولو قليلا أعلم أنها لن تحادثني لكن يكفي أن تستمع إلي أذرف الدموع عليها وأبكي بغزارة وكأني طفل صغير سلبت الحياة منه ألعابه التي يحبها
أحادث وسادتي عن الأمل الذي يشرق بداخلي دوما ويجعلني أشعر وكأني ولدت من جديد عند كل فجر أستيقظ فيه على أشعة الشمس وإشراقتها الجميلة التي تنير حياتي ثم أعود من جديد للنوم وأشعر بأنفاس الشهر الفضيل تتسلل إلى أعماقي تنظف عقلي من الهموم وتغسل قلبي من الآلام وتبعث فيني طمأنينة لا توصف أبدا
وعلى سجادتي حين أسجد لله بكل حب وخشوع أشكي له قلة حيلتي وضعفي فهو القوي الذي لا يهزمه شيء أجد في سجودي راحة عجيبة وكأني في عالم آخر ووطن مختلف أشعر بشعور لا أختبره إلا في سجودي وفي سجودي أجد ملاذا يحتويني لا يخيب هناك تنساب دموعي دون توقف ورغم ذلك أشعر بالسعادة تعتريني فالدموع التي تنساب مني عند السجود تغسل روحي وتوقظ الطفل الصغير الذي يسكن بداخلي والذي كان في سبات عميق أعود وكأني طفلة صغيرة بريئة لا تعرف للذنوب طريقا أرفع يدي للسماء بدعاء ورجاء لا يخيبان
رمضان ليس مجرد شهر يمر بل هو روح تسكن أعماقنا ودفء يحتضن قلوبنا بين وسادتي وسجادتي أجد نفسي وكأني خلقت من جديد وأصبح إنسانة جديدة أدرك أن أقرب الطرق إلى السعادة يبدأ بسجدة من القلب صادقة ودعوة مخلصة ويقين بأن الله أقرب إلينا مما نتصور أو نتخيل .