مقالات

خواطر رمضانية… التائبون و العاصون 

زينة سليم سالم البلوشي 

زينة سليم سالم البلوشي 

شهر رمضان موسم الرحمة والمغفرة تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار تتنزل فيه الرحمات وتستجاب فيه الدعوات هو شهر تصفو فيه القلوب وتمحى فيه الذنوب وفيه يتنسم التائبون نسائم الطاعة بينما يظل العاصون غارقين في غفلتهم إنه فرصة ثمينة لمن أراد العودة إلى ربه ولمن أراد أن يبدأ من جديد فكل لحظة في رمضان هي بداية جديدة

التائبون” هم أولئك الذين أدركوا أن الدنيا مهما طالت فإنها زائلة وأن الذنوب تثقل القلوب ولا تمحى إلا بتوبة صادقة تخرج من أعماق النفس تعبر عن ندم حقيقي ورغبة في العودة إلى الصواب في ليالي رمضان المباركة حيث السكينة تنزل والأنوار الربانية تفيض يسجدون بأيد مرفوعة وأعين دامعة يدعون الله بخشوع وتضرع يطلبون مغفرته وعفوه في لحظات يمزج فيها الأمل بالخوف يشعرون بحلاوة الإيمان وكأن أرواحهم تتنفس من جديد ويختارون بحب وإخلاص أن يكونوا من الذين قال الله فيهم” إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين”

أما “العاصون” فهم أولئك الذين لا يزالون في غفلتهم تائهين يسيرون في ليل مظلم محاطين بظلال الدنيا غارقين في ملذاتها نسوا أن وراء هذه الحياة آخرة تنتظرهم تراودهم مشاعر الندم بين الحين والآخر ولكنهم يترددون في العودة يكابرون رغم ثقل الذنب في أعماقهم ويصعب عليهم اختيار طريق التوبة وحين يطل عليهم رمضان يشعرون بنداء في قلوبهم كأنما يفتح لهم القدر بابا جديدا ليبدأوا رحلة جديدة نحو الهداية والنجاة ولكنهم لا يزالون في مكابرتهم ويواصلون السير في طريق الخطأ

لنذكر جميعا أن رمضان هو شهر التغيير والتوبة وأن كل لحظة فيه هي فرصة للتجديد والتوبة فلنكن من التائبين الساعين إلى النور ولنمد أيدينا للمساعدة العاصين لعلهم يجدون فينا ما يعينهم على العودة إلى طريق الصواب ولنكن سببا في عودتهم إلى درب الخير حيث السلام والسكينة والرضا هو باب مفتوح لمن ضل الطريق وهواء نقي تتنفسه الأرواح التائهة في زحام الذنوب والخطايا

فلنستغل هذا الشهر الفضيل في تقوية إيماننا وتعزيز محبتنا لبعضنا البعض ونجعل منه محطة لتزود الأعمال الصالحة التي ترفع مقامنا وتحسن خاتمتنا ولنحرص أن تكون التوبة أساس حياتنا فنبتعد عن المحرمات ونسعى دوما لرضا الله ولنرفع أكف الدعاء راجين رحمته ومغفرته لأننا جميعا نستحق فرصة جديدة في الحياة والله قادر على كل شيء

اللهم إجعلنا في هذا الشهر من التائبين الصادقين الساعين إلى رضاك الطامعين في عفوك وغفرانك المقبلين إليك بقلوب مخلصة ونفوس تائبة اللهم لا تصرفنا عن دربك ولا تكتبنا من الغافلين المعرضين عن رحمتك بل امنحنا في هذا الشهر قلوبا تخشع لك ونفوسا طاهرة تحن إلى قربك ورحمة تغسل بها ذنوبنا وتمحو بها آثار ما مضى

رمضان كريم مبارك….

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى