اليقين


الكاتب :سمير الشحيمى
كان هناك رجل يعمل مع أحد التجار الأغنياء في منزله الخاص ينظف حديقة منزله ويسقي الزرع ويوصل أبناء التاجر إلى المدرسه حتى بات هذا التاجر لا يستغني عنه لأن وجد به جميع المواصفات العامل المجد المثابر.
وفي يوم من الأيام تغيب هذا الرجل عن عمله يومين فظن التاجر إن الرجل سيتركه فقال في نفسه :سوف أزيد له أجرته لعلى يكون سبب تركه لعمله قلت الأجر الذي يتقاضاه نظير أعماله الشاقه وبالفعل زاد أجر الرجل ورجع للعمل ولم يقل الرجل شيء.
وبعد عدة أشهر لم يحضر الرجل إلى العمل ثلاث أيام فغضب التاجر غضبا شديدا وقال في نفسه: لابد وإنه طمع بالمزيد ولكن سأعاقبه سوف أخصم عليه أجره نظير تغيبه عن العمل وعاد الرجل للعمل ولم يقل شيء؛ أصاب التاجر الحيرة في أمر هذا الرجل عندما زاد أجره لم يقل شيء وعندما أنقص له أجره لم يقل شيء فناداه فسأله : أخبرني أيها الرجل عندما زدت لك أجرك لم تشكرني وعندما أنقصت لك أجرك لم تعترض مالسبب؟
الرجل: عند غيابي أول مره رزقني الله بمولود وكانت زيادة أجري هو رزق هذا المولود الجديد لله الحمد؛ وفي غيابي الثاني توفت أمي فأنقصت أجري والذي كان رزق أمي فذهب معها.
فشعر الرجل التاجر بتأنيب الضمير وكم كان هذا الرجل راضي بما قسمه الله له من رزق ويقينه بالله سبحانه وتعالى ماله حدود فزاد أجر الرجل وتكفل بمصاريف دراسة أبناءه.
عزيزي القارئ ما أجملها من روح تقنع وترضى بما قسم الله لها من زيادة أو نقصان.
إنتهت.