جسور المحبة


بقلم : سميرالشحيمي
في إحدى القرى كان هناك أخوين ورثى مزرعة من أبيهم
يزرعان معا ويحصدان معا كل شيء مشترك بينهما.
في إحدى الأيام شب خلاف بينهما…بدأ الخلاف بسوء
تفاهم ولكن رويداً رويداً أتسع الخلاف…واحتد النقاش
أستمر الخلاف عدة أسابيع كان يمر الوقت عليهما
بالمزرعه وهما صامتان لا يكلمان بعضهما حتى انقطعت الصلة.
وذات يوم طرق شخصاً ما على باب الأخ الأكبر يبحث عن عمل.
يفتح الباب : تفضل بماذا أخدمك؟
الرجل : أبحث عن عمل يا سيدي.
الأخ الأكبر: إنني لا أحتاج عامل في مزرعتي.
الرجل : أي عمل أرجوك يا سيدي.
يفكر الأخ الأكبر فوقعت عينه على النهر الفاصل بينه وبين
منزل أخيه الأصغر فأتته فكره.
الأخ الأكبر : هل ترى في الجانب الآخر من النهر، يسكن
أخي الأصغر لقد أساء إليّ وأهانني وانقطعت كل صلة
بيننا سأريه إنني قادر على الإنتقام.
الرجل : مالذي تريدني أن أفعله بالضبط؟
الأخ الأكبر: هل ترى قطع الحجارة التي بجوار المنزل؟
أريدك أن تبني بها سورا عالياً يحجب الرؤيه لا أراه ولا أرى منزله.
الرجل يفكر : أعتقد أني فهمت مطلبك.
أعطى الأخ الأكبر للعامل كل الأدوات اللازمة للعمل
وقال : أنا سأسافر إلى المدينة مع أبنائي إلى أن تنتهي من
عمل الجدار.
ثم سافر تاركاً إياه أسبوعاً كاملاً.
وعند عودته من المدينة كان الرجل قد أنهى البناء ولكن يالها من مفاجئة.
فبدل من إنشاء سور بنى جسراً يجمع بين طرفي النهر وممرا يصل إلى المنزلين.
في تلك اللحظة خرج الأخ الأصغر من منزله وجرى بإتجاه أخيه قائلا : يالك من أخ رائع
تبني جسراً بيننا برغم كل مابدر مني إنني حقا فخور بك.
الأخ الأكبر: آسف يا أخي مابدر مني أنا أيضاً.
وبينما الأخوان كانا يحتفلان بالصلح أخذ الرجل أغراضه استعداداً للرحيل.
قال له الأخوان بصوت واحد : لاتذهب ابقى معنا لتعمل بالمزرعه.
الرجل وهو يبتسم : هذا يسعدني كثيراً لكن يجب أن أذهب لبناء جسور أخرى.
*ملاحظه*
كونوا بناة للجسور بين الناس لا تبنوا ابدأ جداراً للتفريق كونوا ممن يوحدون و يؤلفون بين قلوب الناس.
انتهت.