أنا أفكر إذن أنا موجود.


الكاتبة : ندى فنري
يقول الفيلسوف الصينى لاوتسو
راقب أفكارك ..لأنها ستصبح كلمات .. راقب كلماتك
لإنها ستصبح أفعال .. راقب أفعالك لانها ستتحول إلى عادات
راقب عاداتك لأنها تكون شخصيتك
راقب شخصيتك.. لأنها ستحدد مصيرك
عقلنا أداة مذهلة لإنتاج الأفكار؛ مذهلة لكن من الصعب إيقافها…حالما نستيقظ تبدأ أفكارنا بالظهور
منذ الصباح، و منذ أن نستيقظ نبدأ بالتفكير، أو بالأحرى أن نتعرض لدفق من الأفكار التي تحدثنا عن كل شيء؛ الماضي، والمستقبل، وبشكل أقل الحاضر.
وفي الحقيقة إن ما نسميه تفكيرا ليس عملية «إنتاج» الأفكار (فهذه العملية موجودة أصلًا خارج ارادتنا أو تدخلنا )، وإنما هو أن نقوم بتنظيم هذه الأفكار، وترتيبها حسب أهميتها ، ومحاولة التركيز على بعضها، والعمل على تطويرها، وفي نفس الوقت إبعاد بعضها.
البعض يمارس التأمل لوقف تدفق الأفكار لكن حقيقة من العبث الاعتقاد أن ممارسة التأمل ستقودنا سريعا وبإرادتنا إلى حالة من صمت ثرثرة ذهننا ، أو غياب الأفكار.
قد يحدث ذلك في بعض الأحيان، لكن للحظات، ثم تعود ثرثرة الروح.
إذ لا يمكن إيقاف هذه الحركية أو التحكم بها.
قد يقودنا كل ذلك إلى السعي إلى التركيز على فكرة واحدة طوال الوقت، و هذا ما نسميه بالوسواس .
هناك محاولة محاولة إلهاء أنفسنا؛ و محاولة ملء ذهننا بأشياء أخرى خارجية، سهلة،ومحددة ، وفعالة بما فيه الكفاية لتلفت انتباهنا . فنوقف هذه الثرثرة بثرثرة أخرى.
هذا ممكن ، لكننا نستطيع أن نطور سبلا جديدة أخرى.
سنحاول في حالة الوعي الكامل أن نمتنع عن محاولة الهرب من أفكارنا أو السعي لإيقافها.
وسنختار مراقبتها ، وكأننا نقوم بخطوة جانبا ؛ أن نفكر ونراقب أنفسنا ونحن نفكر .
هل من الممكن فعلا أن نراقب أفكارنا؟
لفترة طويلة من الزمن قلل علم النفس الذاتي أو الداخلي، أو ما يمكن أن نسميه علم نفس الظواهر من ذلك كانوا يقولون: «كيف يُمكِنك أن تعتبر نفسك طرفا وحكما في نفس الوقت؟
لا نستطيع أن ننظر من النافذة لنشاهد أنفسنا ونحن نعبر الشارع.
عندما يتعلق الأمر بالوعي والإدراك، يكون هذا ممكنا ،لكن يتطلب ذلك كثيرًا من المران
مشاهدة أفكارنا وهي تعبُر.
في الوعي الكامل،قل لنفسك سأقوم بمراقبة أفكاري و مع الممارسة المتواصلة ، سنستطيع تحديد الأفكار التي نستطيع تجنبها .
.