شَمْسُ الأصِيلِ وَالنِّيلُ


د.بسيم عبد العظيم
شَمْسُ الأصِيلِ عَلَى الْحُقُولِ تَمَاوَجَتْ
أضْواؤُها فَبَدَتْ كَأسْلاكِ الذَّهَبْ
مَاذا يُضَاهِي حُسْنَها وبَهَاءَهَا
سُبْحانَ مَنْ خَلَـقَ الجَمالَ ومَنْ وَهَبْ
تَهَـبُ الضِّيـاءَ مَعَ الحَياةِ لأرْضِنا
هَـذِي الزُّهُورُ تَألَّقَتْ، مَعَها الْعِنَبْ
وَالرَّوْضُ يَنْضَحُ بالعَبِيـرِ يَرُوقُنا
وَالنَّخْلُ تَزْهُو بَاسِقَاتٍ بالرُّطَبْ
وَتَرَى الزُّرُوعَ عَلَى جَوَانِبِ شَطِّهِ
فِي خُضْرَةٍ تَسْبِي العُيُونَ فَتَنْجَذِبْ
وَالفَاتِناتُ عَلَى الشُّطُوطِ تَمَايَسَتْ
أعْطَافُهُـنَّ، فَرُحْنَ يَبْعَثْـنَ الطَّرَبْ
وَالنَّايُ قَدْ بَثَّ الكَمَانَ شُجُونَهُ
فَتَجَاوَبا حَتَّى لَعِبْنَ بِكُلِّ لُبّْ
وَالنَّيلُ رَقْــرَقَ مَاءَهُ رِيحُ الصَّبَا
فَتَلاحَقَتْ أمْواجُهُ تَسْرِي بِحُبّْ
مَا أرْوَعَ النِّيلَ الجَمِيلَ!، فَمَاؤُهُ
عَذْبٌ ويَرْوِي بالسَّعَادَةِ مَنْ شَـرِبْ
فَيَعُودُ مُنْجَذِبًا لِفِضَّةِ مَائِـهِ
خَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ ثَوْبًا مِنْ قَصَبْ
أنَا إنْ فُتِنْتُ بِشَطِّهِ وبِمَائِهِ
عُذْرِي مَعِي، فَالْحُسْنُ عَقْلِي كَمْ سَلَبْ
فَلَكَمْ قَضَيْتُ الليلَ وَحْدِي سَارِيًا
مُتَأمِّلًا بِجَمَالِهِ عَبْرَ الحِقَبْ
وَمَعَ الْحَبِيبِ سَرَيْتُ فَوْقَ مِيَاهِـهِ
وَعَلَى شَوَاطِئِـهِ، فَلُبَّيْنَا خَلَبْ
يا نِيلُ دُمْتَ عَلَى الزَّمَانِ لِأَرْضِنَا
تَسْخُو، فَنَنْعَمُ بِالْجَمَالِ وَبِالْأرَبْ
فَلَأنْتَ نَبْعٌ مِنْ جِنَانِ إلَهِنَا
أرَأيْتَ نَبْعًا مِنْ جِنَانٍ قَدْ نَضَبْ