بين شُكوكو والعَقاد!


فهد الطائفي
في زمَانِ الصَّعاليك ..
التَّافِهُ يُكرَّم والمُنحط يَرتقي ومُتسولاتِ التيك تُوك يكسَبن!
بينَ شكوكو والعقاد..
الفنان المعروف محمود شكوكو -رَحِمهُ اللهُ – قالَ يَومًا للكاتبِ الكبِير عباس العقاد: لو نَزلتَ أنتَ إلى الشارع ونزلتُ أنا “تفتكر الناس تجتمع عَلى مِين”؟
فردَّ عليهِ الأديب الكبير عباس العقاد وقال: لو نَزلتَ أنتَ إلى الشارع ونَزَلتْ “راقِصة” “تفتكر الناس تجتمع على مين”؟!
اجتماعُ الناسِ وكثرتهم ليس مقياسًا على جودةِ المحتوى وجودةِ ما وراء الديكور!
صدق النية والعاطفة ليست كافية .
كثيرٌ منَ الأشياءِ حولَنا لا تستحقُّ التجمهُرَ ولا الاهتمام ، وبالرغم من ذلكَ لَا زِلنا نعيشُ بنفسِ المستوى بعد حوارِ العملاقينِ شكوكو والعقاد.
نَعم نفسُ المستوى ورُبما أدنى مِن ذَلكَ بِكثير..
وبغضِّ النظرِ عن صحةِ الروايةِ المنسوبةِ.
لكننا فعلًا كبُرنا، فلم نجد -في الغالبِ- سوى الجَهل المُطبِق والغباءِ المُستشري، والعنصرية المكتسبة مُتفشية في أصحابِ النَّسبِ الرفيع!
وقطيع بَشري “تفلت” لا قيمة لهم ولا منعه!
يرضون بانحناء الظّهر!
لا يُعرف لهم قومية ولا لأي ملة ينتمُون!؟
مَليئان “بالهياطِ” والتنمّر مجتمِعٌ على الفارِغينَ “متصدري المجالس” من مشاهيرِ الحِساباتِ الفلكية والتسويقِ الذي يُفرغُ جيوبَ الأغبياء -إلَّا من رحِم الله-
مهزلة إعلامية
بتصدير كل من هو تافه وإقصاء كل صاحب محتوى هادف وذا قيمة.
متجاوزو حواجز السوية والفطرة يغوصُونَ بمستنقعِ البهيميَّة!
باعوا الثمين بلا ثمن ، واشتروا الرخيص بأغلى ثمن!
ووجدنا أيضاً ثمةَ أمور قُدِّر لها أن تكونَ موجُودة تساهم في الدفع نحو المزيد إلى الغرق.
عبث كلامي ومَشاعر متقلبةً وصِراعات عصفت بنا بالنابِ والمِخلب ،كما يُقال: “يمشونَ برجلينِ اثنتينِ ويفكرونَ بعقلِ من يَمشي عَلى أربع”
يحملون رؤوساً لا يستفيد منها إلا ” الحلاقين”!
ويبقى الوِدُّ عَالقًا..
لأولئكَ النَّفر “المُقدِمَة” التي لا يقرؤها أحد ولا يجتمعُ عليهم سِوى الأنقياء،
النُّجوم في أعينِ الشُّرفاء والوجه الآخر للأمان.
إنهم الرغبة الأكيدة ونشوة اللقاء المتربعتان على عرش الصدارة ،والنداء الأخير لرحلة النبلاء الزاكية الممتلئة بالسلام .
ورحمَ الله القائِل:
“لنْ يُلفتَ الأنظارَ حُسنُ جَوادِكَ، إنْ لمْ يكُن فَوقَ الأصِيلِ أصِيلا”
دمتم بخير