اَلْإِدَارَة اَلْحَكِيمَةِ فِي عُمْقِهَا اَلْمُنَمَّقِ


الكاتب :سامى رضوان
عِنْدَمَا يَكُونُ اَلْقَائِدُ ملمَ بِكُلِّ تَضَارِيسَ وَمَفَاهِيمِ اَلتَّوْجِيهِ وَالْإِرْشَادِ وَالتَّوْعِيَةِ وَعِنْدَمَا يَكُونُ اَلْقَائِدُ مُنَمَّقٌ بِكُلِّ اَلْقَوَانِينِ اَلَّتِي تُعَدُّ مِنْ أَهَمِّ مُقَدَّرَاتِ اَلْإِدَارَةِ اَلْحَكِيمَةِ فِي بِنَاءٍ نَظَّمَ تَرَابُطُ وَتَقْدِيمُ قِيَمِ مِنْ أَجْلِ رَفْعِ اَلْمُسْتَوَى اَلْعَمَلِيِّ بِالنِّسْبَةِ لِلْمُؤَسَّسَاتِ اَلَّتِي تَتْبَعُ اَلْخُطُوَاتُ اَلصَّحِيحَةُ فِي تَنَاسُقِ بَيْنَ تَوْجِيهِ اَلْفَرْدِ اَلَّذِي يَقَعُ تَحْتَ مَنْظُورٍ إِدَارِيٍّ لَهُ ضَوَابِطُ فِي سَيْرِ اَلْعَمَلِ وَالِالْتِزَامِ بِالْحِفَاظِ عَلَى اَلزَّمَنِ اَلْقِيَاسِيِّ مِنْ أَجْلِ اَلِارْتِقَاءِ بِمُسْتَوَى اَلْخِدْمَاتِ اَلْمُقَدَّمَةِ
تُعَدّ اَلْإِدَارَةُ اَلْحَكِيمَةُ مَنُوطٍ بِهَا عَلَى كُلِّ جَوَانِبِ اَلتَّطَوُّرِ فَهِيَ اَلسِّمَةُ اَلْأُولَى فِي رَفْعِ اَلْقُدرَّة اَلذَّاتِيَّةِ لَدَى اَلْفَرْدِ حِينَ يَشْعُرُ بِأَنَّهُ حَصَلَ كُلُّ حُقُوقِهِ وَأَعْطَى وَجَبَاتِهِ نَحْوَ اَلْمُؤَسَّسَةِ اَلَّتِي يَنْتَمِي إِلَيْهَا يُعَدّ تَطْوِيرُ اَلذَّاتِ قَائِمٌ عَلَى طَرْحِ اَلْأَفْكَارِ اَلْجَدِيدَةِ اَلَّتِي تَعَدَّتْ حَاجِزَ اَلتَّجْرِبَةِ اَلْعِلْمِيَّةِ وَالْعَمَلِيَّةِ مَعًا أَيْضًا أَنَّ رِيَادَةَ اَلْعَمَلِ تَطَلَّبَ جُهْدٌ كَبِيرٌ دُونَ كَلَلٍ أَوْ مَلَلٍ وَيَتَطَلَّبُ اَلْأَمْرُ مِسَاحَةً كَبِيرَةً مِنْ اَلصَّبْرِ وَالتَّرَيُّثِ فِي اِتِّخَاذِ اَلْقَرَارَاتِ
وَالْأَهَمِّيَّةِ إِذَا كَانَتْ قَرَارَاتٌ حَسَّاسَةٌ لِدَرَجَةً عَالِيَةٍ فَيَجِبُ اَلتَّمَعُّنُ مِنْ خِلَالِ اَلدِّرَاسَةِ اَلشَّامِلَةِ لِكُلِّ جَوَانِبِ اَلْقَرَارِ مِنْ كُلِّ اَلزَّوَايَا اَلْمَطْرُوحَةِ
أَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِلْمُؤَسَّسَاتِ ذَاتِ اَلطَّابَعِ اَلْعَسْكَرِيِّ وَاَلَّتِي يَكُونُ بِهَا مُدَرَّجٌ إِدَارِيٌّ مِنْ أَعْلَى قِيَادَةِ لَابُدِّ أَنْ تَكُونَ عَلَى قَدْرٍ كَبِيرٍ مِنْ اَلْفَهْمِ وَالْوَعْيِ فَلَمْ يَكُونَ مُسْتَقْبَلٌ فَرْدِيٌّ إِنَّهُ مُسْتَقْبَلٌ مُجْتَمَعِيٌّ وَإِذَا حَدَثَ ضَرَرٌ سَيَكُونُ وَخَيَّمَ لِذَلِكَ لَابُد مِنْ وَضْعِ مَعَايِيرَ فِي اِخْتِيَارِ إِدَارَةِ شُؤُونِ اَلدُّوَلِ بِمَفْهُومٍ مُنَمَّقٍ بِعُمْقٍ وَلَابُدٍّ أَيْضًا مِنْ دِرَاسَةٍ تَوْجِيهِيَّةٍ قَبْلَ وَضْعِ اَلْفَرْدِ فِي مَسَارٍ قِيَادِيٍّ
لِأَنَّهُ سَوْفَ يَكُونُ اَلْقَائِدُ بِمَثَابَةِ كُتْلَةٍ كَبِيرَةٍ فِي تَحْرِيكِ وَنَقْلَةِ خُصْيَةِ اَلْعَمَلِ اَلْمَنُوطِ بِهِ فِي اَلنِّهَايَةِ اَلْمَوْضُوعُ جَد حَسَّاسٍ وَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ بِهِ بَحْثٌ ذَاتِ عِنَايَةِ وَذَاتَ دِرَاسَةٍ كَافِيَةٍ بِكُلِّ تَخَصُّصٍ
إِنَّ مَفْهُومَ اَلْقِيَادَةِ سَوَاءٌ اَلْخَاصُّ أَوْ اَلْعَامِّ لَابُد لَهُ مِنْ قَوَاعِدَ رَاسِخَةٍ مِنْ فَهْمِ وَإِدْرَاكِ اَلْوَاقِعِ اَلْحَقِيقِيِّ قَبْلَ إِدْرَاكِ اَلْوَاقِعِ اَلِافْتِرَاضِيِّ لَمْ تَكُنْ اَلْقِيَادَةُ جُزْءً مِنْ اَلْخَيَالِ إِنَّمَا هِيَ صَمِيمُ وَاقِعٍ تُرَتب عَلَيْهِ وُجُودُ أَوْ لَا وُجُود وَبِالرَّغْمِ مِنْ تَقْدِيمًا مِنْ أَبْحَاثِ إِلَّا أَنَّ اَلْمَوْضُوعَ كَبِيرٌ وَمُتَشَعِّبٌ وَيَحْتَاجُ لِلدِّرَاسَةِ بِعِنَايَةِ حَتَّى نَصِلَ لِلْحَدِّ اَلَّذِي تَابِعَةٍ اَلْمُجْتَمَعَاتِ اَلْأُخْرَى . . . . ؟