مصور فوتوغرافي


الكاتب :سمير الشحيمى
دخل سيف إلى مكتبه في إستيديو التصوير الخاص به وجلس خلف مكتبه وأخرج دفتر صغير خط به جميع مواعيده وجدول أعماله لهذا اليوم ومن ضمن جدول أعماله إجتماع مهم لمعرض صور فوتوغرافيه بأسمه
وبالفعل قبل الموعد بساعه إنطلق سيف بسيارته بتجاه مقر الشركة التي يريد التوقيع معها وفي الطريق توقف عند إشارة المرور وأثناء إنتظاره أن تصبح خضراء رأى طفل جميل مبتسم يحمل وجه ملائكي يجلس خلف أبيه بدراجه ناريه وتبع سيف الدراجه حتى وصل لحي قديم ووقف صاحب الدراجه فنزل سيف خلفه قائلا: لو سمحت ممكن أن أتحدث معك؟
الرجل : تفضل
سيف: أنا آسف إنني أزعجتك ولكن إبنك الصغير يحمل وجه ملائكي
الرجل : شكرا لك ياسيدي ولا بد وإنه يشبه أمه كثيرا
سيف: أريد أن ألتقط له عدة صور فأنا مصور فوتوغرافي ومعي معرض قريباً ولم أجد أفضل من أبنك لكي يكون عنوان صوري التي سوف أعرضها مع باقي أعمالي
الرجل وهو ينظر إلى إبنه: ولكن إبني صغير على هذا وأنا لست متفرغا لهذه الأمور التي لا تعني لي شيئاً
سيف: نعم أعلم إنه صغير ولكن هي عدة جلسات خلال يومين فقط ولمدة ٤ ساعات باليوم
الرجل : لقد أخبرتك لست متفرغا لهذا
فهم الرجل بدخول منزله فستوقفه سيف قائلا: سأدفع لك لقاء تصويري لأبنك ما رأيك؟
وقف الرجل ثم ألتفت لسيف وهو يبتسم : وأنا موافق
وبدأت جلسة التصوير وانتهت بسلام ..وفي معرض سيف حظيت صور الطفل الصغير كأفضل صور فوتوغرافيه حيث حملت أسم الطفل الملاك وذلك لجمال وجه الطفل وبرائته
وأصبحت عنوان جميع الصحف والمجلات وحتى السلع الخاصه بالأطفال حملت صور الطفل وأشتهر إسم سيف كمصور بارع بهذا المجال
وبعد 30 عاماً قرر سيف التميز بعمل جديد يعيد أمجاده القديمه فبدأ يبحث عن فكره جديده وهو يمشي بالمساء ويفكر بموضوع لصورة فوتوغرافيه جديده مر بجانب رجل مشرد رث المظهر قبيح الشكل أسنانه مهترئه
وطلب من سيف بعض المال لكي يأكل فأعطاه وهم سيف بلإنصراف وفجأه توقف عنده وقال وجدتها فرجع لرجل المشرد وقال له : أريد أن ألتقط بعض الصور لك إذا ممكن؟
الرجل المشرد: لك ذلك ياسيدي ولكن أريد بالمقابل أن تعطيني الطعام والماء
سيف: أنا موافق
وبدأ سيف بجلسة تصوير لهذا المشرد البائس ولمدة 3 أيام وفي أماكن مختلفه وفي آخر يوم وسيف يلتقط للمشرد الصور بكى المشرد وبدأت عينه تدمع فسأله سيف : ماذا بك؟
الرجل المشرد: لا شئ فقط تذكرت نفسي عندما كنت صغيراً كنت بمثل هذا الموقف
سيف: كيف ذلك؟
الرجل المشرد: أتى رجل لأبي وطلب منه أن يصورني مقابل أجر مادي حيث رأى فيني طفل برئ أحمل وجه ملائكي
صعق سيف وقال: هذا أنت الطفل الصغير الذي كان مع أبيه خلف دراجه ناريه؟
الرجل المشرد: نعم هذا أنا
سيف: ومالذي حدث لك كيف أصبحت هكذا؟
الرجل المشرد: بعد تلك الشهره التي وصلنا لها بفضلك بدأ أبي بتعاطي وإدمان الكحول حتى خسرنا كل مانملك وأصبحت مشردا بعد وفاته؛ لقد أصبحت نقيض ذاتي
صمت سيف مطولا حزينا وحمل صوره ورحل عنه بعد أن أكرمه.
وفي يوم إفتتاح معرضه الفوتوغرافي كشف عن صورته الجديده كانت عباره عن وجهين وجه الطفل الذي ألتقط صورته منذ 30 عاما وصورة المشرد الذي ألتقطها بلأمس وكتب تحت الصوره عبارة( البدايات دائماً ماتكون جميله ولكن النهايات لا تأتي كما أردنا)
تمت.