الأدب والشعر

لغز إختفاء سعيد زهران…

الكاتب فايل المطاعنى

الكاتب فايل المطاعنى

سلسلة مغامرات العميد حمد الشميسي وفريقه الامني

 موت كريمة

نظر سعيد زهران إلى الوجوه واحد تلو الآخر، ولكن ظل مركز على وجه أبنته فاطمة التي أخذ يمسكها بقوة وكأنه يخشى أن يفقدها، لم يكن ذلك رجل الأعمال الصارم المعتد بنفسه، بل كان الأب سعيد زهران، وأخذ ينظر إلى الرجل الواقف يتحدث إلى الحاضرين، ثم يشير إليه كل فينة وأخرى، ومن ناحية أخري، كان خالد ينظر إلى والده ، وعلامات الحسرة، قد تسللت إلى وجه، وهو يستمع، إلى سرد المقدم سالم هلال وكأنه كان حاضر عندما قرر أن ينفذ خطته وقال في سره: يا له من حظ سيئ، لقد كانت الخطة ناجحة لولا تدخل هؤلاء الملاعين وفقد أبي ذاكرته. وقف المقدم سالم هلال شارح الموقف قائلا: أيها الاخوة الجرائم انواع وطرق المجرمين مختلفة ومتعددة ولكن أجهزة الشرطة وبفضل من الله تتصدى لهؤلاء المجرمون، ولن نسمح لهم أبدآ بالفساد، وبالتالي خطتنا كانت،منع بث أي معلومة قد يستفيد منها المجرم، وكان الشك في الإبن خالد . لذلك طلبت من أحد مدراء البنوك تقرير عن الوضع المالي لشركات زهران وابنه و قام مشكور، بالإتصال بأحد مدراء شركات التأمين. وكانت المفاجأة ورقة تأمين على حياة رجل الأعمال سعيد زهران التي فتحت أعيننا وجلعتنا نغير تفكيرنا بمائة وثمانون درجة مئوية، وعرفنا أن مبلغ التأمين ضخم جدا يسيل له اللعاب وقدرنا أنهم بكل طريقة سوف يحاولون الحصول على هذا المبلغ الضخم خصوصا أن وضع الشركة المتدهور، فبادرنا بمنع دفن سعيد زهران ومنع إصدار تصريح أو شهادة وفاة، مما جعل إبنه في حيرة من أمره ماذا يفعل. لم يكن لديه حل؟ الحل الوحيد الذي لديه أموال والده التي بالخارج. فذهب إلى مكتب والده وأخرج الأوراق السرية من الصورة الموضوعة في صدر المكتب.ومن سوء حظه لم يكن منتبه أن كاميرات المراقبة التي هو وضعها كانت له بالمرصاد!؟

فكان قرار الهروب خارج البلد بما يحمل من سيولة، وأيضا الأرقام السرية للأموال التي بالخارج الضخمة التي بالخارج ، التي أخذها من مكتب والده دون وجه حق و خصوصآ ان الضربة القاضية له هي فقدان والده ذاكرته، وقد كان ذكيآ حيث لم يصرح إنه سيسافر مباشرة إلى أوروبا بل عمل حركة التفاف،كان ينوي الهرب الى أمارة دبي ومن هناك إلى إيطاليا وتحديد جزيرة سردينيا حيث له منزل هناك. ولا توجد بيننا وبين الطليان تبادل مجرمين ومن هناك سيذهب إلى سويسرا حيث سيأخذ أموال والده ويعيش متنقل بين تلك الدول. هذه كانت خطة خالد سعيد.

و يبدو أن والده، قد احتياط أو ربما صحوت ضمير، فقد غير وصيته في أخر لحظة، ومنح أبنته ملكية المستشفي الخاص الذي يملكه وأيضا عقارات، هنا في السلطنة وفي أوروبا .وسكت المقدم سالم برهة ثم قال يبدو أن هناك مفاجأة تنتظرك اخ خالد ،خالد لا يبدو حراك فقط ينظر إلى المقدم سالم ولكن المقدم سالم قطع عليه سكوته بأن قال له: تدري أن لديك اخ توئم، خالد بدأت عليه علامات الاستغراب، ولكن المقدم سالم أكمل :نعم اخ توئم ولكن للإسف والدك لم يعترف به ،بل نكره وحجزه هنا في هذا البيت القديم .ولكن من حسن الحظ أنه أتي له بأساتذة لكي يتعلم، وفعلا تعلم ودخل كلية التجارة ولكن ليس لأنه ابن رجل الأعمال سعيد زهران ،سكت المقدم سالم وهو ينظر الى فاطمة التي شهقت من المفاجأة وهي تري شخص نسخة طبق الأصل من خالد ولكنه مقعد يستخدم الكرسي المتحرك. وهنا نظر خالد إلى والده ،نظرة فيها من الندم الشي الكثير،ووجه المقدم سالم حديثه الى خالد قائلا له : خالد في الأوراق التي لدي المحامي كتب والدك ربع الأملاك التي بالخارج لأخيك مروان. مروان سعيد زهران وأيضا لابنته فاطمة ربما صحا ضميره أو ما السالفة لا أعلم وأقترب المقدم سالم من خالد وقال له هامسا: ما كان له داعي تطلق الرصاص على عامر سالمين لأن الرجل قد توفي من تأثره بالحادث فهو مريض بالقلب، وهذا ما قاله الاخوة الاطباء حين تشريح الجثة، و بإطلاق النار على عامر سالمين أيضآ فتحت اعين الشرطة، و لولا هذه الحركة لكنت الان تنعم بأموال أباك والمساهمين والعملاء والبنوك ومعهما أموال تأمين والدك.ولكنك استهترت بنا، فتعاملنا معك بالمعاملة التي تستحقها.والآن كلامي موجه للدكتور عدلي بالنسبة لحالة سعيد زهران، ممكن تلخص لنا ماذا حدث له بالضبط؟

الدكتور عدلي:أن شاء الله نحن كأطباء علم نفس نسميها حالة ارتداد للماضي.لكي أشرح هذه الحالة و بشكل مبسط باقول : كل واحد فينا الله عزوجل خلقه ويحمل في جوفه بذرة الخير وأيضا بذرة الشر، هنا النفس البشرية وما يكمن فيها من حب الخير او الميل للشر. ومثل ما قال الله سبحانه وتعالى كل نفس بما كسبت رهينة. والذي حصل مع سعيد هو التالي، فقدان ذاكرة مرحلي، بمعني هو من داخله ليس راضي عن سعيد زهران المتسلط ، وعاوز يطلع من جلباب رجل الأعمال سعيد زهران ويلبس جلباب أوسع شويه ، آسف قلتها باللهجة المصرية عشان أوصل المعلومة بسرعة وضحك الجميع.وأضاف الدكتور عدلي فعمل ايه عقله الباطني؟ استدعي سعيد زهران بتاع زمان.اللى فيه الخير كان مسيطر ففرغ الشحنة بتاعت الشر وحولها إلى بذرة خير.عشان كده أول ما تحرر من شخصيته المتسلطة القوية راح لبيته القديم،و الحارة القديمة وأشار بيده إلى إبن سعيد زهران مروان ،وأضاف ورجع إلى إبنه ده عشان كده هو مش مختفي لا هو رجع لنفسه لقي نفسه،اللى بيدور عليها بس هي ده كل الحكاية..وبالتالي اللى شايفنه حضراتكم سعيد زهران تاني خلاص.. المقدم سالم : شكرآ دكتور على الاسهاب وتحليل المنطقي . واللهجة المصرية الجميلة الحين اخ خالد أنت متهم بتظليل العدالة واعاقة مجري التحقيق ومحاولة قتل عامر سالمين وهذه أنقذتك من حبل المشنقة كونه ميت أساسا ولكن حيازة سلاح واطلاق رصاص بهدف تظليل العدالة هذه تهم ليست بسيطة وأيضا إخفاء أدلة والتحايل على شركات التأمين بدون وجه حق. على العموم.سوف تصدر لائحة بتهم الموجه اليك. أما والدك سقطت عنه تهمة الشروع في قتل عامر سالمين لإنه لم يكن لديه علم وهذه التهمة الوحيدة الجنائية أما تهم التحايل فهي لم تقع كونه لم يكن طرف فيها بل كان مجني عليه ★★★★★ وفاة كريمة ظلت كريمة صامتة لا تتحدث فقط تنظر إلى البحر ودموعها تتساقط مثل زاخات المطر ،وهي ممسكة وبقوة على مقبض الكرسي،وشريط ذكرياتها مع حب عمرها إبن خالتها الدكتور صبري، ورجعت الذكريات تؤرقها وكلمات صبري كالخنجر يدمي قلبها وكريمة تنبش الماضي ولا تريد أن تغادره تذكرت وجه صبري وبكاءه أمامها و هو يقول لها صبري : لا تذهبي إلى خارج مصر، لن يحبك أحد آكثر مما أحببتك أرجوك يا كريمة فكري قليلا،سوف نبني حياتنا هنا، ونموت هنا ،اعدك أن تكوني أول وآخر حب في حياتي ، ونظرت إلى البحر وكأنه صبري يناديها. وأخذت تنادي بصوت عالي :صبري سوف أتي معك انتظرني ،انتظرني ،انا قادمة وخيل إليها انها تسمع صبري يقول لها :أين ستجدي مياه صافية مثل مياه الإسكندرية وبحرها وأخذت تردد أغنية كارم محمود الشهيرة بين شطين ومياه عشقتهم عينيه بين شطين وميه يا غالين عليه يا أهل إسكندرية ونهضت من الكرسي وبكت كريمة بكاء مريرا، وبدون أن تدري أخذت تضرب رأسها بالسياج الفاصل بين البلكونة والبحر وفجأة توقف قلبها وهي تقول :أنا آسفه يا صبري أنا أسفه يا ليتني سمعت كلامك .. وسقطت ميتة …. يتبع

(عمدة الادب)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى