شيخة الدريبي
أعلم أن نفس الإنسان هي كيانه، وروحه، وهي مربوطة بالجسد، فلا جسد دون نفس، ولا نفس دون جسد، فالنفس معنوية وتشمل المشاعر، والأحاسيس، والتفكير، فكل واحد منا مسؤول عن نفسه فيما يعطيها من اهتمام، فيجب أن يكون كريم مع نفسه ولا يبخل عليها بالعلم، والثقافة، ويقدر نفسه ويحترمها، بذلك يفرض احترامه أمام الجميع، فإنّ من حق نفسك عليك أن تؤمن بها لتبدع، وأن تكرمها لتنجز لك ما تتمنى، والزهد ليس بتحريم الحلال، ولا بترك الطيبات، هو تجرد القلب، والروح من شرور النفس. لتجد مساحة السلام مع نفسك، ومع الآخرين، وترى الأشياء على حقيقتها.النفس ذلك البحر المليء بالأسرار والعجائب، وما تخفي بداخلها من متناقضات شتى كالفرح والحزن معاً، الخوف والشجاعة، وربما أحياناً الصدق والكذب، فما أصعب فهم النفس وما أجمل الغوص بها في نفس الوقت ..
إذاً ماهو الفرق بين الخيال والواقع، كلاھما طيف عابر لقي ظله على النفس ثمّ اختفى من عالم الحس فيحب التصالح مع النفس ونفعل الشيء الصحيح الذي يرضي الله عز وجل.لان الله هو الرزاق فلم يتملق البشر، وتهان النفس في سبيل الرزق. وبشيء من التضحية نشعر بالراحة التي تجلب لنا السعادة فنحن مع كل يوم نكتشف شيئاً جديداً أو نفقد شيئاً نملكه وهناك لحظات تكون فيها النفس جاثية على ركبتيها فمهما كان الوضع لابد ان نعِش غنين النفس مبتسمين واهزم من يكرهك، ويحاول أن يؤذيك فنحن جميعنا نمتلك نفس العين، ولكن هل الجميع يمتلك نفس النظرة للأشياء، لأنها تتحرك، وتتغير. مستحيل أن يجتمع أمران في وقت واحد مثلا طاعة النفس، وطاعة الله..
أنت تحدد قيمتك بالشيء الذي تقرر أن تصنعه بنفسك. إذا مات رجل من شدّة الجوع، في نفس الوقت يموت آخر من فرط الشبع. وأيقن ان إله الكون يفرجها ولا ترضي بالذل أبداً ولّا تكن جبان وضيع النفس،كن مبدع ومغامر وواثق وأستخدم عقلك فنحن نسير جميعاً على نفس الطريق، فلا تتجاهل طريق التميز وابعد عن المعاصي واصحاب السوء، وإذا رغبت شيئاً جند له كل طاقك وإذا خُيرت بين مالٍ كثيرٍ أو منصب خطير، وبين نفس راضية باسمة لاخترت الثانية، عندما تكون نفسك راضية باسمة، تمتلئ حياتك فرح وسرور، تبدع في عملك، وتكون ناجحاً اجتماعياً، ولكي تعاملك النفس بالمثل أمام من حولك..
كما أن الحياة فيها الخير وفيها الشرّ والانسان يتأثر بالعوامل ويتفاعل بها ويبحث عن الراحه حتى يجدها فالانسان كم يشقى فأنت بالنفس وبالجسم إنسان.فبعض الناس هم على استعداد لتجاهل وجود من حولهم لا تكن حريصاً، فالحرص من ضيق النفس، وشدة الوضع ، والبعد عن الصبر. يقنع النفس ويرضى بالقليل ما اجمل الفقر. عندما تعيش بكرامة وثقة تعلو على كل المشاعركن راضياً. وعش في زاوية صغيرة بين الرغبة، وعدم الاهتمام أنشأ لنفسك حياة لا بأس بها.أصنع ما هو أجمل لنفسك، وبطريقتك الخاصة.لا تحمل هم الأمس.وقل يا نفسي تفاءلي فالله يسمع صوتك في اللحظة التي تعتقد أن كل شيء قد خذلك. ليس الحزن إلّا صدأ يغشى النفس، بالرضا والحب ننقي النفس ونصقلهاونخلصها من أحزانها. مٌنتهى الإيمان أن يعرف المرء نفسه وقدرة وحدودًه ويقف عندها فالله سبحانه وتعالى موجود فتوكل عليه ..
