الأدب والشعر

“جدتى والسر “

د.زينب على درويش

د.زينب على درويش

 في ليلة باردة جلسنا حول جدتى لتروي لنا حكايه كما تعودنا منها حتى نتمكن من النوم وخاصة أنها ليلة شديدة البرودة

فقالت بصوتها الحنون تخيلوا أنكم تنتظرون من الثعبان أن يعتذر عن لدغته أو تتوقعون أن الأسد سيتحول يوما ليصبح نباتي الطعام أو أن الغزالة سترى جسدها مثل جسد الفيل أوحتى الشتاء يأتى بليالى ساخنة

رفع أخى رأسه لأنه كان يجلس فى حضنها وقال: ولكن يا جدتى ماذا يعني ذلك؟

ابتسمت جدتي وأجابت :إنه يعني أننا في الحياة قد ننتظر ما لا يمكن تحقيقه البعض يتوقع تغييرا من الآخرين بينما الحقيقة هي أن كل كائن حي يتصرف بناء على طبيعته. المهم ليس تغيير الآخرين بل تقبلهم كما هم 

جلسنا ننصت لها بصمت متأملين كلماتها وقالت اختى: لكن هل من حقنا أن نطلب من غيرنا أن يتغير من أجلنا 

ابتسمت جدتي مرة أخرى وقالت: يا صغيرتي التغيير يجب أن ينبع من الداخل من رغبة الشخص نفسه

 لكن لا يمكننا فرض التغيير عليهم.

فقلت لها : أريد أن أبوح لكى بسر كبير ولكن ارجوكى القيه فى البير

ضحكت الجدة وقالت:قلبي دائما مفتوح لك وسرك سيكون في أمان

قلت لها :أخاف من نوم فى الليل وحدى أشعر بأن هذا الظلام سيتحول لوحش ضخم هائل ويلتهمنى هل فى امكانى أن اغير هذا الشعور ام إنه مستحيل التغير كما قلتى لنا الان

رأيت فى تلك اللحظة حنان فى عيون جدتى وكأنها تضمنى لصدرها

وبالفعل أخذتني من يدي وقالت برقة وحنان:تعال يا صغيري دعني أخبرك شيئا الظلام ليس سوى جزء طبيعي من الليل، تماما كما أن النهار مليء بالضوء ولكن أحيانا يخاف الإنسان مما لا يستطيع رؤيته أو يفهمه الأمر المهم هو أن تعرف أن الظلام ليس وحش أو حتى عدوا إنه الليل. 

ثم أضافت عندما تشعر بالخوف تذكر أن لديك دائما القوة والشجاعة بقلبك لمواجهة أي شيء وكلما شعرت بالخوف فكر في الأشياء الجميلة التي تجلب لك السعادة والأمان و تذكر دائما أنني هنا بجانبك وأنك لست وحدك أبدا

احتضنتني جدتي بحنان وغمرني شعور بالدفء والأمان شعرت بأنني أقوى وأكثر استعدادا لمواجهة مخاوفي واكملنا الليلة ونحن نستمتع بحكاياتها الممتعة حتى غلبني النعاس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى