كيف تتغلب على الإحباط النفسي


شيخة الدريبي
كثيراً نلاحظُ سلوك العنف يقع بين أفراد يعيشون في بيئة أسرية مستقرَّة وفيها العديدُ من الأبناء فيتبادر إلى الذهن السؤال : ما الذي يدفعُ بأحد أفراد الأسرة إلى استخدام العنف مع أن نظام أسرته رافضٌ لذلك؟ بل إن العنف قد يُمارَس تجاه الأسرة نفسها! فنجد ان هناك مؤثِّراتٌ أو مثيرات خارجية كالرفاق والزملاء مثلًا، ما نريد قوله : إن هناك شخصياتٍ مهيَّأةً نفسيًّا للانحراف أيًّا كان نوعه متى ما توافر المثير والاستجابة لها هو الدافع، ومن هنا فإن الجانب النفسي هو البوَّابة التي يلِجُأ منها العنف…
كما أن الوازع الديني قد يبدو أعمقَ أثرًا وأسرعَ في الدفع نحو الاستجابة ونجد أن هذه الاستجابةُ الفورية قد تكون صورةً ضبابية عند كثيرين، مما يجعلهم يعتقدون أن التمسك بالدِّين هو السبب ألرئيسي .ليس الأمر كذلك علميًّا، وإنما الجانبُ النفسي هو الأكثر تأثيرًا ودفع الأشخاص نحو الانحراف متى ما توافر سبب الإحباط بل العكس قد يكون الدين سببا يعصمهم من ارتكاب الخطأ والاحباط هو مجموع مشاعر مؤلمة، كالإحساس بالضيق والتوتر والغضب والعجز والدونية، وينتج عن وجود عائق ما يحول دون إشباع حاجة عند الإنسان أو حل مشكلاته. ويعاني الكثيرون من الإحباط دون أن يعرفوا ذلك، الأمر الذي يجعلهم عاجزين عن مواجهة مشاكلهم ويفقدهم الثقة بأنفسهم. ..
لذا هناك علامات تدل على المعاناة من الإحباط، منها الشعور بالحزن الشديد، حين يحس الإنسان في غالب الأحيان أن لا شيء في حياته على ما يرام.وان الحياة لا تستحق أن يعيشها وإن من حوله لا يرغبون بالعيش معة هذا النوع من الحزن لا ينفع معه عزاء، فتجد الإنسان المحبط منغلقاً على نفسه دائماً وغير قادر على استقبال أية أفكار إيجابية.كذلك تأتيه أفكار سوداء كل صباح يستيقظ وهو يتوقع حصول أشياء سيئة خلال يومه.تجده متقلب المزاجز فالإنسان الذي لا يُعاني من الإحباط قد يحس بنوع من الضيق بسبب التعب في العمل، لكنه يشعر دائماً بأن هناك حوافز أخرى تنسيه هموم الحياة، كالعطل والخروج والرحلات. أما الإنسان المحبط فلا يرغب في أي شيء ولا يرى أي حافز في حياته ..
كما ان فقدان الثقة بالنفس يدل على الشعور الشديد بالإحباط. وانتقاص الذات والإحساس الدائم بالفشل في الحياة العملية والأسرية.والاجتماعية الإنسان المحبط يشعر أنه لا يستحق الحب والسعادة.وعادة ما تصاحب الإحباط علامات جسدية، كفقدان الشهية واضطرابات في النوم والضيق والملل وآلام الظهر والإحساس الدائم بالتعب.وانكسار النفس لذا يقترح زيارة الطبيب في حالة الشعور بالإحباط، لتشخيص المرض وعلاجه لكي يستطيع أن يستمر في الحياة كأنسان سوي يستمتع بها ..